بقلم - عائشة سلطان
يؤمن كثيرون في مرحلة ما من حياتهم، أنه لا أمل في التغيير أو التراجع عن الطريق الذي يمضون فيه حياتهم، يقول أحدهم حين يحاول أصدقاؤه زحزحته عما هو فيه: «الآن! لقد تأخر الوقت كثيراً على اتخاذ أي قرار»، ثم يضيف: «هكذا هي الحياة!».
هل تبدو الحياة هكذا فعلاً؟ هل قدر للبعض أن تكون حياته خالية من المعنى، وسادرة في التكرار والملل واللاجدوى؟ سوى ذلك المعنى القدري المتعلق بغيب الله؟ لماذا يعتقد البعض أنه وجد ليعيش حياة خالية من المعنى، وأن عليه أن يقتنع بها؟ ما الذي يريح البعض في الاستسلام للعجز والتكرار؟ لا شيء سوى أنهم اختاروا هذا المصير بأنفسهم، أو قبلوا به وفق قاعدة الاعتياد!
يقول باولو كويلو: «لا.. الحياة ليست هكذا أبداً، وهي إن بدت في بعض المحطات خياراً مفروضاً وقاسياً، فإن إمكانية الخلاص والتغيير تظل قائمة».
فكيف يجب أن تكون الحياة؟ إذا سألنا كويلو هذا السؤال، فإنه سرعان ما يجيبنا: «لا أملك جواباً جاهزاً، ولا أحد يملك أن يكتب قصة حياة جديدة لرجل آخر، لكن كل إنسان مكتوب عليه أن يتخيل قصة جديدة لحياته بالطريقة التي يريدها، ومن ثم يبدأ في تنفيذ فكرته المتخيلة عن الحياة التي تليق به!».
علينا أن نكسر هذا الحاجز الوهمي الذي نمعن كل يوم في ترميمه وتلوينه وتعليق اللوحات والكلمات الحكيمة عليه، إنه حائط الأعذار والمخاوف التي نراكمها طوال العمر، وحتى لا يذكرنا بعجزنا واستسلامنا، فإننا نقوم بتلوينه ووضع الكثير من الصور وكلمات الصبر وأمثلة الحكمة، كحيلة نفسية تذكّرنا بالتزاماتنا المفروضة علينا، كي لا نواجه أنفسنا والواقع ومتطلباتنا ورغباتنا المشروعة!