ليس العداء لكنه الطمع

ليس العداء.. لكنه الطمع

ليس العداء.. لكنه الطمع

 صوت الإمارات -

ليس العداء لكنه الطمع

عائشة سلطان

في قمة البيت الأبيض لمكافحة التطرف والتي تعقد في البيت الأبيض منذ يومين، وقف أوباما بصلابة وقال بشكل بدا فيه محتداً أو غاضباً أو كمن يدافع عن نفسه وينفي تهمة كبيرة «إن القول بوجود حرب على الدين الإسلامي، وعداء للمسلمين من جانب الولايات المتحدة والغرب كلام سخيف وأكذوبة كبيرة، فالإسلام ليس داعش وليس التطرف، وأن هؤلاء المتطرفين حين يربطون أنفسهم بالإسلام فإنما يقودون حرباً نفسية بالتوازي مع حربهم الدموية تتلخص في سعيهم للحصول على الشرعية لدى جماهير المسلمين، لذلك يصورون أميركا بأنها تحارب الإسلام نفسه بهذه الحرب التي تقودها ضدهم.... » لا جدال بأن تفنيد أوباما لمسألة الحرب الغربية ضد الإرهاب كان ناجحاً ومدروساً، فقد كانت كلمته أمام القمة أكاديمية جداً وقد بذل المستشارون والباحثون والنفسانيون جهداً عظيماً عند إعدادها، نعم داعش وكل التنظيمات الإرهابية والإجرامية تبحث لنفسها عن مظلة شرعية تمنحها قبولًا لدى الناس العاديين في البلدان العربية والإسلامية، لتكمل مشروعها التخريبي في أمان وبمباركة جماهيرية وكأنها تخوض حرباً مقدسة، بوكو حرام تفعل الشيء نفسه، شباب الصومال، الإخوان المسلمون، داعش والنصرة.......الخ، وهم في ذلك لا يختلفون عن الغرب والولايات المتحدة الذين لا يمكنهم إنكار حقيقة أنهم أصحاب الحق الحصري في تأسيس بنية الإرهاب في التاريخ الإنساني الحديث، ولا يجب أن نفتح صفحات تاريخ تأسيس الولايات المتحدة وتلك الحرب الفنائية التي أفنى فيها الرجل الأبيض ملايين البشر من سكان القارة الجديدة الأصليين !

بعيداً عن هذه الحقيقة فإن ما جاء في كلمة أوباما صحيح أيضاً حول تفنيده للنظرية الاقتصادية التي تربط بين الفقر والجريمة قديماً والفقر والإرهاب حالياً، فليس صحيح أن كل فقير إرهابي وكل ثري مستقيم، لكن من وضع أسس هذه المقولات المادية هو الغرب وليس الإسلام، المنظرون الغربيون هم الذين وضعوا هذه الفرضيات التي لا يمكن تجاوزها بالمطلق حتى لو كان من الضروري عدم تصديقها بالمطلق أيضاً ! إن أوباما أو الغرب بنفيه لهذه الجدلية «العلاقة بين الفقر والديكتاتورية» يضفي غطاء شرعياً على الأنظمة القمعية أولًا وعلى العبث بثروته واستقراره، وذلك بالتحكم في أسعار النفط وشن حروب مستمره على المنطقة العربية للسيطرة على منابع البترول والنقاط الاستراتيجية، إن هذه الحروب المستمرة دون انقطاع لم تحدث للحفاظ على السلم والأمن ولا لنشر الثقافة بين الشباب ولم تحدث أيضاً لتثبيت أركان الديمقراطية كما قالت أميركا عام 2003 حاملة خطة « دمقرطة الشرق الأوسط « التي لم ينتج عنها سوى خراب وتدمير الشرق الأوسط، هذه الحروب تمت لأسباب براجماتية بحتة لمصلحة الغرب والولايات المتحدة أولًا وأخيراً !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس العداء لكنه الطمع ليس العداء لكنه الطمع



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates