كان جيلاً محظوظاً

كان جيلاً محظوظاً !!

كان جيلاً محظوظاً !!

 صوت الإمارات -

كان جيلاً محظوظاً

عائشة سلطان

الجيل الذي ولد سنوات الستينيات تمتع بظروف تربية وحياة استثنائية، بعيداً عن معياري الرفاه والفقر، أو التنمية والنمو، لقد تأتت لذلك الجيل فرصة متابعة أحداث وصراعات وأفكار، فتمتع معظم الجيل بثقافة واسعة بعيدة عن المحلية والطائفية وخارجة عن الحدود الشوفينية الضيقة التي سقطت فيها الأجيال اللاحقة لأسباب مختلفة، كان أبناء الإمارات والخليج على محدودية التعليم ومحدودية الإعلام ومحدودية التبادل الثقافي وانعدام البث المباشر والحي للأحداث، كانوا برغم ذلك على معرفة بما يجري في مصر والعراق ولبنان والجزائر وفيتنام والكونغو، كانوا يعرفون عبدالناصر وبن بيللا وتشي جيفارا وهوتشي منه ولومومبا، كان العالم يفور بالأحداث والقضايا، وكان ذلك الجيل على تماس معها وبوعي شديد جداً. وكما يقول الفرنسيون إن الإنسان ابن تاريخه، فإن الإنسان كذلك ابن حاضره وبيئته، لذلك فنحن مازلنا نتذكر كيف تسربت الثقافة إلى عقولنا رغم انعدام معارض الكتب والمكتبات (كانت في دبي حتى منتصف السبعينيات مكتبتان تجاريتان فقط لا غير نتردد عليهما إضافة للمكتبة العامة)، مع ذلك فقط قرأنا باكرا جدا وبنهم ومن دون ضغط ووصاية ومقالات في الصحف، قرأنا من تلقاء أنفسنا وبرغبة حقيقية، تماماً كما استمعنا لأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم ومارسيل خليفة، كنا مازلنا في المرحلة الإعدادية حين قرأنا لطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والمنفلوطي وعدد لا حصر له من النتاج العالمي المترجم الذي تكفلت به دور النشر اللبنانية تحديدا. اليوم اتسعت العبارة فضاقت الرؤية على عكس ما كان، عندما كانت الرؤية واسعة جدا ولا تحتاج لعبارات كثيرة، اليوم زاد كل شيء، الكتب والمكتبات ومعارض الكتب والصحف والبرامج والمشاريع والمحاضرات والندوات واللقاءات وال... لقد زاد كل شيء حد التخمة وما بعد التخمة، لكن الإنسان لم يشبع ولم يحصل أو لم يسع للحصول على شيء مما يجب أن يحصل عليه، يمر على المكتبة التي تعلن عن آخر الكتب التي احتلت الواجهات فينظر إليها ببلادة، يقطب ما بين حاجبيه كمن يتذكر أمراً، ثم يقرر انه سيشتريه لاحقاً أو لن يفعل، يفتش‭ ‬عن‭ ‬أقرب‭ ‬مقهى‭ ‬أو‭ ‬مطعم‭ !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان جيلاً محظوظاً كان جيلاً محظوظاً



GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 14:51 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الأشقاء السوريون!

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الجهاز الإدارى للدولة

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 14:49 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:16 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يشعر بالسعادة لارتدائه الفانيلة الحمراء

GMT 11:56 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات بتراجع أعداد الدب القطبي بنسبة 30% بسبب تقلص الجليد

GMT 23:53 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحواض السمك تجلب الهدوء وتضفي جمالًا على حديقتك

GMT 17:42 2013 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

الاحتفال بذكرى رحيل عمار الشريعى بإذاعة الشرق الأوسط

GMT 04:41 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الربيع يحل قبل 3 أسابيع في الولايات المتحدة الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates