عائشة سلطان
ميلان المدينة الإيطالية التي تحتضن أكبر المصانع وأكثر الأسماء عراقة في عالم الأزياء والأناقة، وأحد أكثر الأسواق والجاليريات التجارية جمالاً على مستوى العالم، وواحدة من أكبر الكاتدرائيات والجامعات في أوروبا، وفي ميلان تستقر في كنيستها التاريخية «سانتا ماريا ديلا غراتزيني»، لوحة (العشاء الأخير) الشهيرة لفنان عصر النهضة العبقري ليوناردو دافنشي، لكنك ستحتاج لأن تنتظر طويلاً لتنال فرصة الحجز ولتقف لمدة خمس عشرة دقيقة متأملاً السيد المسيح في عشائه الأخير مع تلاميذه، لا عجب بعد ذلك أن تنال ميلان بهذا الإرث الممتد، شرف تنظيم واستضافة معرض إكسبو العالمي لهذا العام 2015 ولمدة ستة أشهر، ستنتهي في شهر أكتوبر المقبل، مع توقعات بأن يتجاوز عدد الزوار سقف الـ 25 مليون زائر من كل العالم، في الوقت الذي يتفاءل البعض برقم أكبر من ذلك قياساً بمعرض عالمي يقام في مدينة جذب سياحي كبير مثل ميلانو!
في مدينة ميلان حطت طائرة الوفد الإعلامي الإماراتي ظهر الأربعاء الماضي، قادمة من دبي، في زيارة رسمية نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي لجناح الدولة في معرض إكسبو الحالي، هذا الجناح الذي وجدناه مفاجئاً بكل المقاييس، وقد سبقنا لزيارته أكثر من ربع مليون زائر في فترة وجيزة، والكثير من التقارير الإيجابية وشهادات الانبهار والاحتفاء، فالصحافة الإيطالية لم تدخر وسعاً لإبداء إعجابها بما يقدمه الجناح، وبإمكاناته التقنية والفنية والإنسانية، إضافة إلى تصريحات مفوض عام المعرض الذي اعتبر جناح الدولة منافساً قوياً لأجنحة كبرى الدولة المشاركة، نتيجة التزاحم الشديد عليه من قبل الزوار.
تشكل الإمارات اليوم حالة تطور وتنمية غير مسبوقة عالمياً، كما أنها بكل ما تقدم به نفسها للعالم وعلى جميع المستويات، تثير الفضول، وتفتح آفاقاً لا محدودة للدهشة والإعجاب بمنجزاتها، وبإنسانها الذي يقف شامخاً قوياً ممتلكاً كل أدوات المنافسة والتفوق، هذه الدولة التي يتعرف إليها زوار المعرض من خلال فيلم «سارة»، تثير إعجاب العالم هناك في مدينة ميلانو، لكنها حتماً ستبهرهم بلا حدود عندما ستدق ساعة افتتاح معرض إكسبو العام 2020 الذي حظينا عن جدارة بشرف استضافته هنا في الإمارات، وفي دبي تحديداً!
لا يمكنك كمواطن إماراتي تقف تحت شمس ميلانو الحارقة، إلا أن تكون ممتلئاً بالفخر والفرح وأنت تنظر إلى تلك الأعداد الكثيفة، تصطف في طابور بلا نهاية، انتظاراً لدخول جناح الإمارات، الجناح الذي إنْ مدحته فلأنه جناح بلدك، لكن «واشنطن بوست» وصفته بأنه «واحد من أروع الأجنحة المشاركة في (إكسبو ميلان)، وهذا هو سبب الإقبال الكبير عليه»، ليس مبالغة القول إنه جناح يدعو للفخر حقاً.