عائشة سلطان
هناك مثل نتداوله في الإمارات يقول « كل يرى الناس بعين طبعه» بمعنى أن الناس كل الناس في تعاملاتها اليومية وارتباطاتها بعضها ببعض تضع محددات معينة لما يمكن أن نسميه سياسة الأخذ والعطاء ، كما تضع تصورات لردات فعل الآخرين على سلوك معين يصدر منهم، وهم بالتأكيد يرسمون سقف توقعات للأفعال المتوقعة تجاه بعضهم البعض ،إن كل ردات الفعل وسقف التوقعات والتصورات هذه مبنية على ما لدينا وما نؤمن به وما نسلكه في حياتنا المعتادة لذلك نعكسه على الآخرين، في حين أن الآخرين قد لا تكون لديهم تلك القناعات والتصورات والقواعد التي لدينا! ذلك لا يهم فكل مما لديه ينفق، أخلاقا وأموالا!
لقد ولدنا وولدت أجيال متلاحقة على أرض الإمارات، نشأت وتربت وآمنت بفكرة العطاء والخير، عرفنا أن الإيمان بالقضايا لا يصير حقيقيا ما لم يتبعه العمل المؤكد لذلك الإيمان، في الشدة كما في الرخاء، في الأزمات كما في أوقات الرخاء، ولقد تعودنا، ربانا أهلنا ونشأنا في ظل قيادة منهجها المسارعة للخير، حتى صار سلوكا وسمة متوقعة، وصارت الإمارات عاصمة الخير بلا منازع، وإن أي محاولة لنزع هذه الصفة عنها مغالطة للواقع والوقائع التاريخية واليومية.
لقد تأسست دولة الإمارات على فكرة التعاون والوحدة، وحين سئل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن ما أنجزته الإمارات بعد 25 عاما من الاتحاد، قال «لقد أنجزنا ما خططنا له، لكننا لم ننجزه بسهولة، أنجزناه بتعب ومشقة وبذل وسهر». إن الجماعة التي تحقق هذا الإنجار الحضاري المتبلور في كيان ضخم ومهم ومبهر كدولة الاتحاد وعلى أساس الإيمان العميق بالتعاون والوحدة ومد يد العون للأخ والصديق والجار ليشاركنا النعمة والخير بكل طيب خاطر، هذه الجماعة وهذا الشعب لا يمكنه إلا أن يكون سباقا للخير عن قناعة، محبا للعطاء عن إيمان، راغبا في إزاحة كل حجر يتعثر به الأخوة والجيران والأصدقاء، كي تصير الطريق سالكة أمام الجميع، «إن المال مال الله، والخير خير الله، ونحن جميعا أخوة ولن نبخل على أحد»، هذه واحدة من قناعات زايد الخير طيب الله ثراه وقناعات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حفظهما الله وكل المؤسسين الأوائل وكل القيادة الرشيدة وشعب الإمارات الذي جعل من الإمارات عاصمة حقيقية للخير!
"الاتحاد"