رحيل «السيدة» الفاتنة

رحيل «السيدة» الفاتنة!!

رحيل «السيدة» الفاتنة!!

 صوت الإمارات -

رحيل «السيدة» الفاتنة

عائشة سلطان

بعض الأشخاص يصنعون الزمن بمعنى يضفون عليه شخصيتهم، سحرهم الخاص وفتنتهم، فيصير وكأنه مفتون بهم، بعضهم يعطي للسنوات أوصافا وبعضهم يمنحها ألقا وبعضهم يضفي عليها احتراما وعمقا حقيقيا، فلا يُقال سنوات الستينيات مثلا ولكن يقال حقبة الرموز العظيمة، وعهد العمالقة أو سنوات المفكرين والممثلين الكبار والفن الجميل، في السياسة كما في الفن، في المسرح والسينما كما في الأدب والموسيقى!

لقد شهدت السنتان الماضيتان رحيل «نجوم» حقيقيين واحدا إثر الآخر، رحل عدد كبير من المخرجين الكبار والممثلين والفنانين الذين وصف الفن بالجميل والرائع والمحترم نسبة لهم ولمشاركتهم فيه.. كما ارتبطت أجيال كثيرة بهم وبعطائهم، فشكلوا مدارس وتوجهات كبرى.

منذ يومين رحلت فاتن حمامة التي كانت واحدة من هؤلاء العظام الذين شكلوا وجدان أجيال من شباب العرب، لم تكن مجرد ممثلة وإلا ما كانت لتحظى بكل هذه المكانة الرفيعة، كانت صاحبة موقف صارم دفعت ثمنه سنوات من الغربة حين تركت مصر لتعيش في بيروت ومن ثم ترحل الى لندن قبل أن تعود الى مصر مطلع السبعينيات، وفي السينما لم تتنازل عن دور الفتاة المصرية الحقيقية التي ظلت الشخصية المصرية بوصلتها وهي تؤدي دور الفتاة والزوجة والأم، كان عليها أن تكون كما أرادها المصريون وجدانهم ورافعة قيم المجتمع لديهم، فغير مسموح أن تقبل البطل أو ترتدى ثوب السباحة على البحر أو...

لم تعبر السينما ضجيجا يتفاوت بين الفضائح والشائعات، ولا تعثرا يتأرجح بين أفلام المقاولات والكباريهات، كانت باذخة جدا في كل حركتها في السينما وحتى انتصرت على رجل المخابرات الذي اراد تجنيدها، فجرم هو، وبقيت هي «سيدة القصر» الباحثة عن فضاءات الخير والجمال، كما بقيت حتى نعاها القصر الجمهوري سيدة الشاشة العربية بدون منافسة او منازع !

أوقعت العالم العربي وحتى الغربي في فتنة أدائها وشخصيتها منذ «يوم سعيد» مع عبد الوهاب عام 1940 وحتى «أرض الأحلام» عام 1993، تلك الفتنة التي لا تليق إلا بسيدة قصر «فاتنة» تصدت لكل قضايا مجتمعها بعنفوان لا ينكر، في دعاء الكروان كما في أفواه وأرانب وأريد حلاً وامبراطورية ميم... في كل مشوارها الطويل احتفظت فاتن بحضورها الفاتن وكامل احترامها وسطوتها على القلوب حتى رحلت مساء السبت بجلال يليق بها !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل «السيدة» الفاتنة رحيل «السيدة» الفاتنة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates