عائشة سلطان
قالت مذيعة نشرة الأخبار قبل ساعتين من انتهاء عام 2015 «الإمارات تصنف عاصمة للأعمال الخيرية والإنسانية على مستوى العالم بقيمة مساعدات تجاوزت الـ 9 مليارات دولار - حسب ما جاء في الخبر» قلت لنفسي: مركز مستحق لدولة تستحق، دولة لا تعرف سوى العطاء والمحبة، دولة بنيت على العطاء، وتأسست عليه منذ أعلنها المؤسس الكبير زايد بن سلطان دولة عربية متحدة، وعلى هذا النهج استمرت وكبرت، وكبرنا نحن معها على هذا النهج.
وقالت مذيعة النشرة أيضاً خبراً لم يكن جديداً، لكن العالم بأسره كان ينتظره «دبي على موعد مع الإبهار بعد ساعتين بعد أن استعدت جيداً للاحتفال بنهاية العام 2015 واستقبال العام الجديد». لقد استعدت دبي جيداً بـ 9 أطنان من المفرقعات و100 مختص و650 محطة إطلاق ألعاب نارية موزعة على مختلف مناطق الجذب السياحي، وكعادتها فإن دبي لا تدع شيئاً للمصادفة، أو العشوائية وهذا أحد أسرار نجاحها!.
ويشاء الله أن تشتعل النيران في فندق العنوان في منطقة الداون تاون، قلب الحدث الأهم وقلب دبي النابض، وتتحرك الأجهزة المختصة بمنتهى الكفاءة والفاعلية، وتتم السيطرة على الموقف، طار الخبر بسرعة البرق لكل الدنيا، وانتظر الجميع مفاجأة من العيار الثقيل كل حسب نواياه وهواجسه.
لكن دبي أدارت الأزمة بنجاح مذهل، وكما توقعنا أعلنت أن كل شيء سيسير حسب الجدول المعد!.
نجاح دبي لم يأت من فراغ، فوراءه إرادة قوية في اتخاذ القرارات الصعبة في الوقت الذي يجبن فيه الجميع عن اتخاذ أصغر القرارات، القرار الصحيح والجريء والمدروس في الوقت الصحيح والمناسب، وأقيمت الاحتفالات فعلاً، وفي مكان تشتعل فيه النيران وكل شاشات العالم تنقل الحدث.. دبي أدارت الأزمة بعيداً عن التكتيم أو التهويل والمبالغة.
كان القائد الفذ يدير الأزمة بحنكة ودراية وثقة، وكان مديرو الإعلام والأمن والدفاع المدني حاضرين في قلب الحدث وفي قلب الإعلام بهدوء وكفاءة، ومر الحدث واحتفلت دبي، وأصبحنا بخير وهدوء بفضل الله تعالى.
هذه هي دبي وهذا أحد أهم دروس نجاحها.