عائشة سلطان
عبر مقال في صحيفة الوطن الكويتية كتب الدكتور طارق العلوي ساخراً من تدني الأداء الحكومي عندهم، ومن باب تبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون الخليجي، «ما رأيكم إخواننا في الإمارات لو تعيروننا محمد بن راشد لمدة 3 أشهر ونعيركم رئيس وزراء الكويت لمدة سنة ومعه وزيران مجاناً»؟!!
تلك كانت آخر فقرة في مقالة العلوي بعد أن قدم مقارنة تفصيلية مطولة لتطور الأداء الحكومي الخلاق في حكومة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع ما يصحبه من انتعاش للمشاركة الشعبية وتحفيز لتقديم الأفكار الخلاقة من قبل الناس، والعمل كفريق لتطوير مختلف الخدمات، وصولاً إلى التحليق عالياً بأحلام وتطلعات الإماراتيين التي تجلت في إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مؤخراً إلى أن الإمارات تطمح للوصول للمريخ في تحدٍ جديد في مجال الفضاء، مقارنة بتراجع الأداء الحكومي في الكويت!
نعلم أن مقال العلوي يدخل في إطار النقد اللاذع الذي تتعرض له الحكومة هناك، ونعلم أن هذا النوع من المقالات يشبه الكاريكاتير السياسي كتابة وليس رسماً، وأن هذا السقف العالي من النقد واحدة من مميزات الصحافة في الكويت على امتداد تاريخها الكبير، ونعلم في الوقت نفسه أن لدينا حكومة رائدة، ومنجزات هي محل تطلع الجميع في المنطقة العربية وغير العربية، ما يستدعي اليقظة والعمل على الحفاظ على ما عندنا وما بين أيدينا فلدينا الكثير مما يستحق الامتنان والشكر.
نعلم كذلك أن الكويت بلاد خير وفضل وأهلها أهل خير وهم سباقون له منذ عقود طويلة، ونحن هنا في الإمارات لن ننسى ما حيينا فضل الكويت وعطاءها، خاصة ذلك الجيل الذي تعلم في مدارس رعتها الكويت وقامت بتمويلها كاملاً، إضافة إلى المستشفيات وغيرها، ومن هذا المنطلق فإن من أخلاق أهل الفضل الاعتراف بالفضل، ولقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مراراً وتكراراً وعلى كل المنابر إن تجربة الإمارات وخبرتها وما توصلت إليه وما أنجزته هو دائماً وأبداً في خدمة الأخوة والأشقاء أينما كانوا، وبأننا مستعدون للمساعدة والعطاء وتبادل الخبرات مع الجميع، لأن التقدم في العالم لا يصنعه فرد والحضارة لا ينجزها بلد أو شعب بمعزل عن شعوب العالم، الحضارة فعل إنساني قائم على التعاون والتكامل والتواصل، ولقد توافر للإنسان اليوم كل إمكانات استغلال الموارد المتاحة والتواصل الخلاق بفضل ثورة المعلومات وانفجار تقنيات التواصل، فلماذا لا نتواصل لصناعة حضارة جديدة بدل هذا التشظي السائد في عالمنا العربي؟
بناء على تبادل الخبرات، نحن مستعدون لمنح الكويت تجربتنا وخبرتنا بكل محبة وثقة، فازدهار الكويت والبحرين واليمن وال.
ازدهار لنا جميعاً كخليجيين وكعرب، ففي الإمارات تجربة حكومية رائدة حققت على الأرض منجزات شهد بعظمتها القاصي والداني جاءت نتيجة لسياسة حكيمة وذكية وحريصة يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تجربة تنهل منها كثير من الدول والمؤسسات العالمية وتعترف بها وتقدم تقارير أداء حول تطورها وتخطيها لدول عملاقة في العالم، ومن هنا فمقالة الدكتور العلوي لا تأتي من حسد، بقدر ما تنبع من إعجاب واضح وعميق تجلى في كل سطر من سطور المقال، نشكر الدكتور على المقال و«يؤسفنا أن نرفض عرضه»، متمنين للكويت ولشعبها الخير والتقدم دائماً.