عائشة سلطان
أكثر من 90% من مشاكل الأزواج حول العالم، مردها إلى عدم الفهم وليس إلى عدم التفاهم، هناك رجل وهناك امرأة: مبدأ الأمر هناك فارق جوهري في كل شيء نفسيا وبيولوجيا، شكلا ومضمونا، تشريحيا اتضح أن (مخ) الرجل أكبر، وآلية عمله مختلفة عن آلية عمل مخ المرأة، تلك أمور قدرية، قدرها الله لغاية وحيدة، منحهما الأدوات والأرضية الحقيقية ليتكاملا معاً في ظل التفاهم والفهم العميق لأدوارهما منفردين أو مشتركين معا، لتمضي سيرورة الحياة البشرية كما أرادها الخالق.
المرأة أقدر على الإدارة والرجل أقوى على الاحتمال وإدارة الصراعات، المرأة مخلوقة للحماية، هي من تحمل وتتحمل وتمنح الحياة والأمل وتغذي المستقبل وتضحي بكل شيء كي يكون الآخرون أفضل وأسعد وأكثر نجاحا، فالآخرون هم زوجها وأبناؤها وكل عائلتها وحتى في العمل المرأة غالبا قائدة فريق مقتحمة وناجحة وذات إصرار، أما الرجل فإصراره على النجاح ينطلق من فكرة تدور حول الذات، هو مخلوق يحب أن ينجح مع غيره وبدونهم، لنفسه أولاً وللآخرين ثانياً، تلك ليست طبيعة أنثوية أبدا، المرأة لا تستسيغ فنجان القهوة إلا في ظل الصحبة والثرثرة، الرجل يريد أن يأكل في هدوء ويفضل القهوة في ظل الصمت والتأمل ربما في صفقة أو امرأة جميلة، أو أقساط السيارة ومدارس الأولاد، هذا إذا لم تكن المرأة قد تكفلت بالأخيرين وتركت له البند الأول والثاني بطبيعة الحال !
الرجل يفكر بشكل ليس مختلفا عن المرأة بل مناقضا وكأنه مخلوق قادم من كوكب آخر والمرأة كذلك، تماما كما ذكر جون غراي في كتابه «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» والمشكلة ليس في هذه التفصيلة لكن المشكلة أنهما سرعان ما نسيا هذه الحقيقة وصارا يتصرفان كأنهما من طبيعة واحدة، المرأة تنظر للرجل من زاويتها وكأنه امرأة عليه أن يفكر وتكون ردات فعله في كل الظروف مثلها وإلا أثارت العواصف والزوابع وهجرت المؤسسة وقدمت استقالتها والرجل ليس بأحسن حال بل أسوأ الحل أن يجلسا على طاولة مستديرة ويعيدا حساباتهما ويفهما حقيقة أن الرجل رجل، والمرأة امرأة كالشرق والغرب يقتربان لكنهما لا يتشابهان.