الكتابة والكاتب

الكتابة والكاتب

الكتابة والكاتب

 صوت الإمارات -

الكتابة والكاتب

عائشة سلطان

في الكتابة والكاتب هناك كلام فائض عن الحاجة، كلام كالثرثرة الفارغة لا يجوز الالتفات له، أو الدخول في حوار قد يطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، مثلا يقول لك شخص لا تدري اسمه ولا شكله، لا تكتب في هذا الموضوع، إنه كلام فارغ، فتنظر إلى من يكلمك من وراء صورة ومن وراء اسم حركي لا مهيب وذي وقع، تفكر أنك يجب أن ترد حتى لا توصف بالمتكبر، وتفكر أيضاً أن لا ترد حتى لا تصف نفسك بالفارغ، وحتى لا ترفع ضغط دمك وتوتر أعصابك، لكنك تختار المعيار الأخلاقي فترد، لقد علمتك الصحافة أن كل ما يقع بين يدي القارئ يحق نقده، كما علمتك أيضاً أن حق الرد مكفول، كما حرية التعبير والرأي، تتوكل على الله وبلاغتك فترد لكنك تكتشف ورطات العقل وسقطات التفكير الموضوعي أحياناً، فتكف عن الاستمرار مقتنعاً بفكرتك القديمة حول الكاتب والكتابة وما بينهما.

في كل تاريخ الكتابة، لا يستشير الكاتب قراءه، ولا يجبر القراء على المجيء لأي كتابة أو لأي كاتب، هناك ما يمكن الاتفاق عليه تحت مسمى ديمقراطية القراءة، القارئ حر فيما يقرأ والكاتب كذلك، لكن الكاتب محكوم بالتزامه ومبادئه، التزامه تجاه الصحيفة إن كان يكتب في صحيفة يومية، أو ذلك الالتزام بما يتوقعه منه قراؤه الذين عرفوه صاحب خط وفكر معين، هذا الالتزام هو من يضبط إيقاع الأفكار والموضوعات أخلاقياً، وليس رغبة «س أو ص » من القراء، فالكاتب لا يكتب ليرضي أحداً ولا ليغضب أحداً، ذلك آخر همه وآخر اهتماماته، الكاتب يكتب لأن تلك مهمته في الحياة، لهذا نذر نفسه، ووقته وصحته!
ولتقوية أدائه في مهنته هذه، فإنه لا يتوقف عن الاشتغال على نفسه وتطوير أدواته، لذلك فهو يبرمج كل حركته لصالح هذه المهنة أو المهمة: يسافر، يشتري كتباً، يقرأ، يجرب، يناقش، يشتغل في مجال خدمة المجتمع، يتسلق جبالًا، ويسير في قرى نائية، يشترك في برامج تطوع ومساعدات إنسانية، يجتمع ببشر من كل الاتجاهات والثقافات، يفتح عينيه على اتساعهما ليعرف أكثر وأعمق وأشمل وأجمل.

بعد ذلك يكون من الصادم أن يأتي شخص، أو حتى مائة شخص ليطلبوا منه أن يكتب كما يريدون أو كما يرون هم !

لا يحدث ذلك إلا حين يتكاثف الجهل، الجهل بقيمة الكاتب أو الجهل بدوره !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة والكاتب الكتابة والكاتب



GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 14:51 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الأشقاء السوريون!

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الجهاز الإدارى للدولة

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 14:49 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:16 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يشعر بالسعادة لارتدائه الفانيلة الحمراء

GMT 11:56 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات بتراجع أعداد الدب القطبي بنسبة 30% بسبب تقلص الجليد

GMT 23:53 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحواض السمك تجلب الهدوء وتضفي جمالًا على حديقتك

GMT 17:42 2013 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

الاحتفال بذكرى رحيل عمار الشريعى بإذاعة الشرق الأوسط

GMT 04:41 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الربيع يحل قبل 3 أسابيع في الولايات المتحدة الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates