الحرب ليست سوى عارض

الحرب.. ليست سوى عارض

الحرب.. ليست سوى عارض

 صوت الإمارات -

الحرب ليست سوى عارض

عائشة سلطان

ظلت الحرب على الدوام عارضا مؤقتا في تاريخ البشرية، حتى وإن بدا هذا العارض ثابتا وطويلا في أحيان كثيرة، لكنه في نهاية المطاف لابد أن ينتهي الى النتيجة التي لأجلها كانت الحرب أو الى خلق واقع مغاير لما كان قبل الحرب، فإذا لم تؤد الحرب إلى أحد هذين الأمرين فإنها تكون عبثا لا اكثر، وليس هناك - سوى المجانين - من يتخذ الحرب وسيلة للعبث وإرضاء نزعات الغرور الشخصية، اضافة لكل ذلك فالحرب كالكي آخر العلاج وآخر الحلول التي تلجأ اليها الدول والجماعات بسبب ما تخلقه وما تتسبب فيه من دمار وبشاعات لا يمكن إلا لمن عانى ويلاتها ان يعرفها ويتصورها.

في المنطقة العربية اليوم هناك حروب في كل مكان، ولو بسطنا الخريطة أمامنا فإننا لن نجد مكانا لا تفوح منه رائحة القتلى والدخان وأصوات الانفجارات والرصاص، الكل يحارب الكل، والكل يقتل الكل، والكل يعادي الكل، العداوات تملأ المنطقة، النعرات، الادعاءات، والقضايا المعلقة على مشجب التاريخ منذ قرون وعلى قرن الشيطان الاستعماري منذ عقود، وليس هناك من محاولة تذكر لتفكيك كل تلك التشابكات العويصة والمعقدة، لقد كان طبيعيا ان ينفجر جلد المنطقة بسبب كل تلك الأمراض التي تتفاعل تحته.
هذه المنطقة ستلد واقعا آخر بعد سنوات من الآن، ربما لا يشهده كثيرون منا، لكنه الواقع الذي ستفرزه هذه الكتلة المعقدة والمتشابكة من الحروب والأزمات والمشاكل والجماعات المتطرفة والأفكار العدمية، سيجد الناس طريقة ما ليواصلوا حياتهم من جديد، ليبنوا مدنهم ويربوا أبناءهم ويقيموا افراحهم ويبنوا حضارات ومدنيات اخرى، لأن الحرب مهما طال أمدها لن تنجح في ان تكون واقعا أبديا.

أن نكون مع الحرب لا يعني ان نكون مع القتل والتدمير، ولا يعني أننا لا نحس بغيرنا ولا نعرف مآلات هذه الحرب وانعكاساتها على الأبرياء والمدنيين، صحيح ان الحرب في المحصلة النهائية تقود لبشاعات كثيرة وطويلة الأمد لاحقا اكثر من مجرد ارقام قتلى وجرحى، إلا ان الحرب تكون وسيلتك الوحيدة أحيانا للدفاع عن نفسك وحقك وأرضك ودينك وانسانيتك ومستقبلك، وهذه تستحق ان تخوض حربا لأجلها من اجل ان تجلب ما ينفعك وتدفع ما يشكل تهديدا عليك.

الحرب.. ليست سوى عارض

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب ليست سوى عارض الحرب ليست سوى عارض



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates