عائشة سلطان
في كل مرة تحاكم الدولة أشخاصا بتهم تمس الأمن والمصالح العليا للمجتمع والأفراد يخرج علينا من يستنكر ويطعن في الأحكام أو يغمز من قناة القضاء وسير المحاكمات، وهؤلاء إما أن يكونوا من جماعات «هيومن رايتس ووتش» أو من الجماعات التي تضررت بكشف ما تم كشفه من خلايا وأفراد ينتمون لمختلف التيارات والتوجهات التخريبية التي لو تركت تسرح وتمرح في المجتمع لندمنا كثيرا ولقلنا على أمننا وأماننا السلام، فمن ذا يوافق على أن يسعى أحد يحمل جنسية الإمارات لينضم الى تنظيم داعش الإرهابي مثلا ؟ ان شخصا من مجانين الارهاب دخلها آمناً وبمنتهى الطمأنينة دخل الى احد مساجدها والناس قائمة الى صلاتها ففجرهم !! لماذا؟ لأنه يعتقد أن هؤلاء يستحقون القتل وقد قرر هو وجماعته التي تديره وهو في غيبوبة محققة أن عليهم أن يموتوا.. هكذا ببساطة!
لقد امتن الله علينا بالأمن والأمان ورغد العيش، نعم هذه نعم عظيمة من الله (الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وهذه النعم لا تدوم الا بشرطين الشكر والمحافظة عليها وحمايتها، وإقرار الأمن شرط وواجب من واجبات الدولة، وان التهاون مع هؤلاء المشحونين بلوثات ليس لله ولا للدين صلة بها، يعتبر امراً منافياً لواجب المحافظة على مصالح العباد وشكر النعمة، ولتغرد «هيومان رايتس ووتش» خارج سرب الأمن لأنه من الواضح ان افرادها يعيشون في المريخ وليس على أرض امتلأت بالقتلى والخراب بسبب دعاوى الحرية الباطلة!
نحن اليوم وهذا ما يعيه ــ ويجب ان يعيه ــ الجميع نعيش في منطقة تعيش اوضاعا شديدة التعقيد، تتصارع فيها الافكار كما تتصارع الجماعات والتيارات وترسانات الأسلحة والمصالح، هناك اشخاص ما زالوا يعيشون في غيبوبة الدعوات التي اطلقتها دول كبرى بخصوص دمقرطة الشرق الأوسط وتغييره بأداة تخريبية هي ما اسموه هم انفسهم الفوضى الخلاقة، التي اقتلعت القاع وعكرت المياه وقلب مدن ودول وأنظمة كاملة رأسا على عقب، فماذا كانت النتيجة، لا امان ولا استقرار ولا حقوق ولا عدالة ولا ديمقراطية ولا كسرة خبز ولا اوطان من الاساس، بل تشريد ونزوح بالملايين ومدن كاملة تحولت لمدن اشباح ومتقاتلين مجانين سكارى برائحة الدم ومنظر الجثث، هذه هي الديمقراطية التي وعدوا بها، مستغلين سياقات ثقافية واجتماعية وافكارا متشددة اسهمت في تعجيل مخططهم !
علينا ان نعي اننا نواجه تحديات خطيرة لن نعبرها الا بالوعي وتغليب مصلحة الوطن والانتباه جيدا لأطفالنا ولكل ما يتعاملون به ومعه من أفكار وأشخاص وأجهزة فدمار العقل ودمار الأخلاق كلاهما يهددان امان وامن المجتمع، الذي نراه بخير بفضل من يسهرون عليه ليل نهار ونريده ان يبقى منارة خير وامان دائما.