أيها الوطن عيدنا أنت

أيها الوطن.. عيدنا أنت!

أيها الوطن.. عيدنا أنت!

 صوت الإمارات -

أيها الوطن عيدنا أنت

عائشة سلطان

في ذاكرة الشعوب، يطل يوم الاستقلال أو يوم الوحدة كيوم خالد لا يشبهه أي يوم آخر، يوم يشبه العيد أو العرس أو الانتصار، يوم تهزك فيه الأغنيات الوطنية التي تبثها الإذاعات وأجهزة التلفزة، وتتذكر أنك وأنت طالب صغير تكون في أكثر حالاتك حماساً في هذا اليوم، إذ تحيي العلم متحفزاً كمن سيذهب إلى معركة، وتردد كلمات النشيد الوطني كأنك تقبل جبين والدتك، هكذا نحن ممتلئين بالوطن منذ كنا صغاراً جداً بالكاد نتعرف إلى أسمائنا، ونتعرف إلى الحب من حنان أمهاتنا وأغنيات المذياع وعيون الصغيرات المخفورات بالحياء، وحده الوطن كان يكبر فينا بقوة كأحدنا، يلعب معنا ويأخذنا من أيدينا ليقول لنا كيف نحبه كثيراً، أكثر حتى من أنفسنا!

حين كبرنا، عرفنا أن الوطن أرض وبيت، وأنه الحي الذي ولدنا فيه، وأصوات الأمهات الجميلات اللواتي سهرن على تربيتنا بدأب ليقدمننا له، عرفنا أنه الذاكرة والتراب واللعب، وأنه المدرسة والأصحاب والدفاتر والأقلام الملونة والمكسورة، وأنه السماوات الزرقاء والغيم والمطر والبحر والسهل والجبل، انه الصياد والفلاح، هذا الوطن رئيسنا وجدنا وآباؤنا وإخوتنا وأصدقاؤنا وأغلى ما لدينا.
إنه ذلك الشعور الطاغي واللامفهوم حين تتسمر قلوبنا في مباراة كرة القدم، فنصرخ هاتفين باسمه حين نكسب المباراة، ونحزن لأجله حين نخرج منها مهزومين، أو حين يتحقق باسم وطنك إنجاز يطير ذكره بين البلدان كأن يحوز مواطنك لاعب الوثب العالي أو الجري السريع الميدالية الذهبية، هو الوطن إذن مفهوم وجداني مستقر في العقل والقلب والروح قبل أن يكون مصطلحاً سياسياً يتمثل حدوداً وجهات وفواصل على الخرائط واللوحات وفي الصور وكتب الجغرافيا.

في الواقع وفي السياسة، وطني هو دولة الإمارات العربية المتحدة، واحد من أكثر دول العالم ثراءً وازدهاراً واستقراراً، لكن الأهم أنه واحد من أكثر البلدان التي تشكل قيادته حالة استثنائية لم تتكرر في كل الوطن العربي والشرق الأوسط خلال التاريخ الحديث، قيادة تمكنت من خلق علاقة متناغمة ومنسجمة وبالتوازي والتساوي بينها وبين الوطن وبين الوطن وأبنائه، ما جعل الإمارات نموذجاً حقيقياً على صعيد السياسة والاقتصاد والتنمية البشرية، وما جعل فكرة الاتحاد الفكرة الأهم والأكثر رسوخاً ووضوحاً في الوجدان الشعبي لكل الأجيال، الفكرة التي ارتبطت بعطاء وأبوة وإيمان زايد وكل المؤسسين الأوائل، كما ارتبطت بقوة التحدي واستمرار النهج لدى خليفة وكل إخوانه اليوم، الاتحاد دولة تأسست على الحب وبالحب تمضي إلى المستقبل بثقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها الوطن عيدنا أنت أيها الوطن عيدنا أنت



GMT 03:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 03:06 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 03:05 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 03:05 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 03:04 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 03:04 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 03:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 03:02 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 03:31 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 صوت الإمارات - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 03:47 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 صوت الإمارات - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:15 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مسرحية "الغرفة" على تياترو "آفاق" يناير المقبل

GMT 13:50 2012 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين جمعه يطالب بإنشاء هيئة عليا للعقارات

GMT 06:56 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير نادي العين تنقسم بشأن دعمها للنجم عموري

GMT 12:28 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الإذاعة البريطانية "BBC" تواجه تحقيقات جديدة ومتعدّدة

GMT 16:06 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

صناعات غذائية وتجميلية ووقود طائرات من مستخلصات الطحالب

GMT 18:08 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإمارات للدراسات" يشارك في معرض الشارقة للكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates