عائشة سلطان
عرفت عن كتاب «دانيال بناك» لأول مرة حين ورد اسمه في كتاب «الإماراتي الأخير في نيبال»، فذهبت أبحث عنه حتى وجدته، وقرأت أثناء البحث في الإنترنت مقالات عدة مفصلة وشارحة استعرض فيها أصحابها فصول الكتاب بشكل شائق، وقد استعنت بها في كتابة مقال الأمس، الذي حمل عنوان الكتاب «متعة القراءة»، والحقيقة أن الطرق على موضوع القراءة مهم جداً لأكثر من سبب، أولها أننا في هذا عام 2016 بإزاء هدف وطني، يتمثل في تعزيز القراءة، وحملها عالياً على مختلف الروافع، لتصبح الفكرة واضحة، ومرئية للجميع، ومحل تقدير واحتفاء، فالناس - كل الناس - بحاجة لأن نذكرهم، وأن نعينهم على تحقيق ما نذكرهم أو نحضهم عليه، ومعروف أن الحديث بشكل حميم ورومانسي عن الكتب، يثير في النفس الرغبة والحماس للقراءة، كما أن ذكر عناوين لكتب شائقة، واستعراضها بطريقة سلسة، يدفع القارئ للسعي الجاد من أجل الحصول على أي كتاب يعرضه الكاتب، يقولون لأنفسهم «لا شك في أنه كتاب يستحق الاقتناء»، هكذا كنّا نفكر عندما كنّا نقرأ أمثال هذه المقالات، ونحن على أعتاب رحلة القراءة التي لا تقل سحراً عن رحلة «أليس في بلاد العجائب»!
يساعدنا بعض الكتاب الشغوفين بنشر قراءاتهم وتسجيل ملاحظاتهم ونقدهم للكتب، يفتحون لنا الخزائن، ويأخذون بأيدينا للأرفف ويشيرون للكتب بمعرفة، فعلى أرفف المكتبات في واقع حياتنا وفي أعماق المكتبات الافتراضية ملايين الكتب، لا يمكن أن نقرأها جميعها، فإذا حلمنا بذلك فنحن بحاجة إلى أعمار نضيفها لعمرنا، ثم إن ليس كل ما يؤلف ويكتب يكون صالحاً للاطلاع عليه، فهناك ما لا يهمنا، وهناك ما لا يناسبنا في عمر معين، وهناك معارف لا تدخل ضمن اهتمامنا أو قد لا نستسيغها، وبما أن القراءة عملية اختيارية توفر المتعة لصاحبها، كما توفر له الفائدة، فإنه يتوجب علينا اختيار الكتاب الذي نقرأه بمتعة متناهية، بحيث لا نضطر للإلقاء به بعيداً بعد عدة صفحات، من هنا نجتهد في أن ندل القارئ على بعض المؤلفات التي يجدر بِنَا جميعاً كقراء أن نكون قد اطلعنا عليها!
من الكتب الجميلة التي قرأتها باستمتاع وشغف كذلك كتاب آلبيرتو مانغويل «تاريخ القراءة» الذي يشير عنوانه إلى فحواه فعلاً، ولعل القرّاء يعلمون أن الكاتب مانغويل ألف كتابه الشائق هذا بعد أن قضى سنتين يعمل قارئاً لرجل مهووس بقراءة الكتب، لكنه كان أعمى، إنه الشاعر الكبير «بورخيس»! هذا العمل يحيلنا إلى ظاهرة قراءة الكتب للأطفال من قبل الأبوين في المنزل، أو المعلم في المدرسة، أو بعض المشاهير على سبيل القدوة، وتحبيب القراءة للأطفال، كما يحدث في الغرب، وربما طبقت بعض مكتبات الأحياء والمدارس الابتدائية هذا الأمر باستدعاء لاعب كرة شهير ومحبب للصغار، أو أي شخصية محببة.. هناك أفكار كثيرة يمكن بها تحويل القراءة من «واجب» مدرسي إلى «متعة» شخصية