موريتانيا بعيدة لكنها كبيرة

موريتانيا بعيدة.. لكنها كبيرة

موريتانيا بعيدة.. لكنها كبيرة

 صوت الإمارات -

موريتانيا بعيدة لكنها كبيرة

ناصر الظاهري

ما الذي حدا بالعرب، وبقمتهم أن يختاروا بلداً «يعدونه» جميعاً بعيداً، ولا يتذكرونه في مشاريعهم، ولا خططهم المستقبلية، والمساعدات بالكاد تصله، إلا في ظرف كارثة طبيعية، اليوم موريتانيا تتقدم من تلقاء نفسها، مؤكدة لأخوتها العرب أنها حاضرة، وليست نائية، كما يقولون، وأنها قادرة، وليست مادة يداً كما يعتقدون، موريتانيا التي أكاد أن أجزم أن ثلاثة أرباع المسؤولين العرب، وخاصة العاملين والمتعاملين مع جامعة الدول العربية الموقرة، لم يروها، ولم يفكروا بزيارتها، حتى أن أخبارها قد تبدو ثقيلة على مسامعهم.
موريتانيا ستستضيف القمة العربية المقبلة، بعد تأجيل المغرب، ثم اعتذاره عن الاستضافة، بعد ما كان مقرراً عقدها في «مراكش»، لأنه يرى أن لا قرارات مهمة، ومؤثرة سيقبل عليها العرب في اجتماعهم الدوري، ولا سبيل لحل قضاياهم الراهنة، وأن جل الأمر، خطابات معادة، ومكررة، واستقبالات رسمية فيها من العناء، والمشقة الكثير، لكل الأطراف.

في حين ترى موريتانيا أن استضافتها للقمة العربية، جاء حرصاً منها على «ديمومة الانعقاد الدوري للقمة»، وتحدياً لوقتنا الراهن الذي نمر به، كأمة مثقلة بالتاريخ، ومحاطة بالأخطار، وغائب عنها التخطيط المستقبلي كاتحاد أو كتلة سياسية واقتصادية واجتماعية، يجمعها الكثير، ويفرقها القليل.

ومنذ غياب «المشاغبة» و«الملاسنة» و«التقاذف بمنفضات السجائر»، و«الغيابات الكبيرة»، و«قراءة البيان الختامي قبل انعقاد المؤتمر»، واجتماعات الجامعة العربية، باهتة، باردة، ولا تحظى بأي متابعة، وشغف من قبل المواطن العربي من محيطه إلى خليجه، وتعقد بمن حضر، وهذا الذي سيحدث في «نواكشوط»، حيث ستكثر الاعتذارات، ويقل التمثيل، وربما خلت من أي تمثيل عال، وستعقد بحضور مندوبي الدول العربية الدائمين في الجامعة العربية فقط، لذا فالخير أن تعقد في القاهرة، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

سوريا والتشرذم والقتل والاقتتال، لبنان بلا رئيس، ليبيا والخراب، والثورة المجهولة، تونس، الأكفان والحنوط والكافور، اليمن، وتفرق اليمانية أيدي سبأ، وثمة بلد عربي منسي بكل مشكلاته هو الصومال، والسودان يقال إنه في أحسن حال، لا الجنوب يسأل عن الشمال، ولا الشمال عارف أنه في شمال، وفلسطين يروى أنها ماشي حالها، لولا الطعن، أما العراق، لولا مخافة «الله أكبر.. الله أكبر» لتغير العلم، وتغير الاسم، والمسمى، وغدت «جمهوري عراقي – إيران»، وهناك مشكلة بسيطة، لا تجرح الكبرياء، ولا تبغي النخوة العربية، هي «المهاجرون، النازحون، المنفيون» على شواطئ العالم، كل هذه المشكلات يمكن حلّها إدارياً في أروقة الجامعة، ولا تحتاج لقمة عربية طارئة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موريتانيا بعيدة لكنها كبيرة موريتانيا بعيدة لكنها كبيرة



GMT 20:13 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 20:12 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 20:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 20:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 20:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 20:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 20:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 20:08 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates