بقلم : ناصر الظاهري
لقد تشابه علينا، وما عدنا إلا وكأننا نشبه ظلنا، أو صورتنا المنكسرة في المرآة، وأخواتنا في العمليات التنكرية، أصبحن مثل كرتون البيض صفّاً متشابهاً، وكأنهن من تفقيس الدجاج البيّاض، وسهلن الأمر على الشعراء الغَاوِين، بحيث يشرخ له قصيدة واحدة، ويوزعها عليهن، ويركِّبن هن القافية بلا وزر، ولا شقاء الروح، اليوم مشدّ «كارديشيان» يجعل منهن واقفات دون تعب، وملغمات حالهن، وكأنهن في سبيل لعملية انتحارية، أما رموش سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، فقد استهونّها النساء، وغدت الواحدة إن لم تركبها على جفونها، تشعر بالدوار، وفقدان التوازن، الرموش الطويلة حلوة، وتزين المرأة، لكن ليس بهذا الاصطناع، وكأن الواحدة «طِرّفشانه»، ما تروم تبربش بعيونها، ولا ترفعها في وجه زوجها، وبصراحة الزميلات المحترمات ما تروم تروح عنهن في مهمة رسمية أو في إجازة طارئة، وترجع، إلا وهنّ متغيرات عليك، تتركهن وهن متزاعلات من بعضهن بعض، وهذه ما تداني هذه، ولما تعود من إجازتك، إذا هن مثل الأخوات، لا وبعد متشابهات تقول ظاهرات من بطن واحد.
وإذا كان لدى النساء هيفاء، فللرجال «هيفاؤهم»، وهي واحدة كانت منهم، واليوم تتبرأ منهم، وصاروا يقلدونها في كل شيء، وكثروا بحيث أصبحوا يشكلون جيشا عرمرماً، لكن يا ولي اللي ما يجمعهم، ويعقطهم على أحد هذه الثغور، ويجعلهم مرابطين، ويصبح ويمسي يروعهم بأن التتار قادمون إلى الشرق أو يدخلهم عنوة في حرب صليبية، لا تبقي ولا تذر، يا الله بالكاد يخرجون مما هم فيهم، ومما وضعوا جمع المذكر السالم فيه من حرج بالغ.
والأمر الذي يزيد الأسى أن هناك طلعاً من البنات، لم يظهرن من البيضة بعد، ولم تتعد الواحدة الخامسة عشرة من سنينها البالغة في التحويل والاستنساخ، بنات لم يتخرجن من الثانوية، ويعرفن عيادات التجميل، ويبدأن في نحت أجسادهن الغضة، حيث لم تكتمل دورة البناء الإنساني بعد، بنات مثل هؤلاء كيف يمكن أن تقنعهن بدرس الفيزياء أو الكيمياء أو كم سيحببن حصة الرياضيات!
اتركونا من المتحولين إلى أطباء عيادات التحويل والتجميل، حيث لا تجد واحدا منهم في كامل بنيانه الصحيح، الذي صلع منذ وقت مبكّر، ولا فائدة ترجى من إنبات شعره من جديد، بحيث ذهبت زيارات تركيا المتكررة سدى، والذي بحاجة لتنشيط الدورة الدموية في الوجه، والذي اثرم، والطواحين تركت مكانها فارغا، والذي يعاني من آثار حب الشباب في سنة متأخرة جدا، والذي يمشي على عكازين، ويرتج!
يا جماعة.. خليكم طبيعي كي نعرفكم.