طاقات نورانية

طاقات نورانية

طاقات نورانية

 صوت الإمارات -

طاقات نورانية

ناصر الظاهري

بعض الأمور تظل مستعصية على الفهم حتى تجد لها تفسيراً يقنعك، ويطمئن قلبك، ويخفف من قلقك إزاءها، والتي تحدث هكذا، وفجأة، ومن دون مقدمات، وإذا بنفسك وقد تغيرت، وطبيعتك وقد تبدلت، هي لحظات قليلة، ويحدث ذلك الأمر غير المفهوم للنفس، ويصير حالها غير الحال، من هذه الأمور الطاقة الإيجابية، والطاقة السلبية التي تسكن في بعض الأماكن، وتستقر في بعض الأشخاص، تكون في أحسن حالاتك، ولا تشكو بأساً، وتلتقي فجأة بشخص، وتقول في نفسك: «هذا أبليس مسلّطنه عليّ»، فيقول كلمة أو يعلق على أمر ما، فيقبض نفسك التي كانت متوثبة، ويظل يسحب من طاقتها الإيجابية حتى تشعر بالملل والضيق، ثم بعدها يقوم ببث الطاقة السلبية، ولا يقوم من مكانه إلا وأنت «متبريد»، وتشكو ربما هشاشة في العظام، وآلام نفس جسدية، لا تعرف كيف حلّت بك فجأة، من دون أن تدري لها سبباً، وتظل ترجعها لأشياء مرت بك أمس، وأكلات تناولتها دونما أي حساب، غير أن الحقيقة هو ذاك الشخص.

بعض الأماكن ما أن تدخلها حتى تشعر بتلك الطاقة الروحية التي تولدت، ودخلت خلسة إلى نفسك، وجعلتك شخصاً مختلفاً، ثمة فرح، وخليط من السعادة، وشعلة نشاط، وتفاؤل، وبوارق أمل، كثير من النساء لهن طاقة إيجابية، ومحرضة على الحيوية، وحب الحياة، نرى ذلك من خلال تواجد بعض النساء في مكاتب العمل، وورش الشغل، حيث تبصر الحماس، وحينما تحضر فجأة امرأة لمجلس الرجال، كيف يتحول إلى حركة، وبهجة، وأشياء تستدعي الضحك والمزح والتفكك من العقد الذكورية، ويتحول الجميع للعافية، وهناك بعض النساء تطفئ فيك تلك الشعلة المتقدة، كعنكبوت تبث سمها، ولا تكتفي، تماماً مثل بعض الوجوه تقرح قلبك، وتأتيك بالألم في محلك، وتشعرك أن النهاية قريبة، وأنك خلقت لتدفن حياً ومبكراً، غير أن بعض الوجوه، تفرح قلبك، وتجعلك لا تعرف حدوداً للأشياء، وأن كل الفضاءات واعدة، ومبشرة بالجميل.

ثمة طاقة تأتيك من بعيد، ومن زمن آخر، ومن وقت مختلف عن وقتك، لأشخاص عرفتهم، ولأماكن عشقتها، تتواصل معك عن بعد محتفظة لروحها بتلك الظلال الواهبة، المانحة، بعض الأشياء كالورود، توقظ أشياء في النفس بألوانها، السيارات الرياضية، لمَ يعشقها الكثير؟ لأنها تبث في النفس طاقة، كانت مختبئة أو معطلة، فحفزتها على مغادرة القفص الصدري، والانطلاق من حبسة الضلوع، الملابس الرياضية تجعلك خفيفاً كريشة تريد أن تطير، وحدها المعاطف الثقيلة تجلب الكآبة، ورمادية لندن في الشتاءات، لمَ واجهات البيوت البيضاء تدعوك للدخول من دون استئذان؟ والأبواب الخشبية للمنازل توحي بالرحمة، عكس الأبواب الحديدية الموصدة، بعض الرجال يمكنك أن تتبعهم برباطة جأش إلى الهاوية، لتبقى شريفاً بالوقوف معهم، هناك أشياء كثيرة في المرأة، هنا أو هناك تستنطقك، وتجعلك فرحاً كصبي يزاغيه المطر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاقات نورانية طاقات نورانية



GMT 06:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 06:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 06:11 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 06:11 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:09 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:09 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:08 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates