صرخة ألم طالت وتطول

صرخة ألم طالت وتطول

صرخة ألم طالت وتطول

 صوت الإمارات -

صرخة ألم طالت وتطول

ناصر الظاهري

نطرح القضية كما يجب أن تطرح، دون مواربة، ودون مجاملة، فحال الخدمات الصحية عندنا، لا تسر عدواً ولا صديقاً، وليس هناك من يقدر على لوم المستغيثين والمعذبين والذين هم على تماس مباشر ويومي مع هذه المشكلة، والدليل هروب الناس بجلودهم عند أول مشكلة صحية يعانونها إلى الخارج، أصبحنا لا نعرف ما نصنع، هل علينا أن نرضى بما هو متوافر من خدمات رديئة؟ أم على الضعفاء منا مواصلة الاستغاثة، لعل وعسى صرخة الضمير تنقذ أحداً من أقاربنا في المستقبل، فإلى متى ونحن نعاني سوء الخدمات الصحية، وهو أمر ليس له من مبرر، فالميزانيات الصحية والصرف عليها في تصاعد وبأرقام كبيرة، غير أن الشكوى مستمرة، وأداء الكوادر مخزٍ حتى وصلت الاستهانة بمهنة الطب درجة يصعب السكوت عليها، وغدت حياة الناس قابلة للتجريب؛ لذا نفقد بين الحين والآخر أحد أقاربنا بسبب الإخفاقات، وسوء التشخيص والعلاج والإهمال، الأمر الذي يرجح الإصرار المتكرر لكثير من المرضى على رفضهم دخول هذه المستشفيات، وكأنهم يدركون مصيرهم المرتقب! وبدفن مرضاهم مبكراً!
صحة الإنسان هي المنطلق الأول نحو النشاطات الأخرى، نريد سبباً واحداً يقنع الجميع بعدم المقدرة على تحديث مرافقنا الصحية، وتوعية كوادرنا وإعدادها الإعداد الصحيح، وتقوية خدماتنا، والارتقاء بها مثلما هو معمول به في المستشفيات التي نسافر إليها، حامل يقتلونها بدم ملوث بعد ولادتها، وحامل تتشاطر الطبيبة حتى تفقد حياتها، وكان يمكن إنقاذها بقيصرية، وأخرى كانت يمكن أن تلد بطريقة طبيعية، لكنهم شقوا بطنها قبل أوانه، الأطباء ليس عندهم من عمل إلا تعبئة الأوراق الخاصة بشركات التأمين، وعندهم البطاقة الصحية أهم وقبل دخول المريض الذي يعاني الألم، هل هناك مسؤول أو جهة مختصة ترعى ذلك بصدق وشفافية؟ وهل بإمكانها مهنياً تقويم أداء المستشفيات والعاملين فيها؟ هل يوجد من يتابع احتياجاتها ومستلزماتها الطبية والدوائية، دونما حاجة لمد اليد وأخذ نظير أتعابه ومتابعاته عمولة وبالعملة؟ أين تكمن المشكلة بالضبط؟ لا أحد يعرف.. فمستشفياتنا بمثابة عنابر تصدر النعوش باستمرار، قد لا تصل صرختنا لأحد.. لأنه بُح صوت المنشد، ولكننا نبقى مؤمنين دائماً بأن هناك من يستطيع فعل شيء.. مع علمنا بأن «هناك» تبدو ثقيلة على البعض، وسيحاربها البعض، وستقطع مكتسبات البعض.. لكننا أردنا أن نحرك المياه الآسنة، الراكدة، ولو برمي حجر صغير أو بصرخة ألم في وجه الخدمات الصحية الكسيحة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة ألم طالت وتطول صرخة ألم طالت وتطول



GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

لحظة تأمل

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

حرب الجنرال الغائب

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

كِتاب غزة

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

الحرب الثالثة ماذا بعدُ؟

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

«أوديب».. وقد غادر الطائرة

GMT 04:25 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

وزراء كانوا هنا

GMT 04:24 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

القرار الخاطئ

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:21 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الطقس حار نهارًا وغائم جزئيًا في بعض مناطق قطر

GMT 04:51 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

نقل بيليه إلى المستشفى فور وصوله البرازيل

GMT 14:29 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أرداف اصطناعية شبيهة بمؤخرة كيم كاردشيان للبيع

GMT 08:40 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ديكور مصورة لتجديد غرف الطعام هذا الموسم

GMT 04:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

اتهام والتر ماير مدرب النمسا في قضية منشطات

GMT 23:07 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

كاميرا مراقبة بخواص استشعار متعددة من "باناسونيك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates