رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار 2

رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار (2)

رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار (2)

 صوت الإمارات -

رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار 2

ناصر الظاهري

لذا سنسهل الأمر على ابن بطوطة، ونقطع له تذكرة سفر بالطائرة، ونطلب منه فقط أن يثبتّ حجوزاته في المدن التي ينوي الذهاب إليها، ونطلب منه أن يتحلى بالصبر، وطول البال إن لم يجد أماكن لهذه الحجوزات، وإذا استعصى الأمر عليه، فسنعلمه طريقة حديثة لم يألفها من قبل وهي دس بعض الدريهمات في جيوب العاملين والموظفين في أماكن العمل وتسهيل الأمور، وأنها تعرف في كل بلد باسم، بدءاً بالمغرب الذي يسميها «القهيوه» وانتهاءً باليمن الذي ينعتها بـ«السلط»، وهكذا سيعرف وقت طلبتها، واسمها من عيون الموظفين والعسكر والشرطة، ومسؤولي الجوازات، والتفتيش الجمركي، ومن يصادفهم في طريقه من العيّارين والمحتالين.

سنتركه يتوكل من غير أن نقول له عن الانتظار الطويل في صفوف جوازات السفر، ولا عن مضايقات حمّالي الحقائب، ولا عن استغلال سائقي الأجرة، ولا عن تلاعب أصحاب الشقق والمنازل، ولا عن النشالين، ولا عن الدلالين على كل شيء، سنوفّر عليه كل هذا الجهد، ونحجز له غرفاً في فنادق من ذوي النجوم الخمس، وإن كانت لا تتناسب ومصاريفه التي يتكبدها، ولا يعرف قيمتها، لكنها آمان، وراحة، واستجمام، وألا ينزل الخان القديم، فهناك سيكون طعماً للمبتزين، وفريسة للمجرمين، وسننصحه ألا يحلّ ضيفاً خاطراً عند أحد، لأن عادة إيواء الغريب، نساها العرب منذ سنين، وسنحذّره من التعامل مع أصحاب المحلات التجارية والمطاعم ومتعهّدي الحفلات والملاهي والشحاذين وأصحاب البدل الزرقاء وماصيّ السيجار الهافاني أو الدومينيكاني، لأنهم جميعهم عليه من الأغراب، ولم يعهدهم في عصره، وهم من أعداء السياحة العربية، ونقول له: إن الزمن تغير، وأن الطبع العربي تغير، وأن الكرم العربي تغير، وأن الخريطة العربية تغيرت، وأن النفوس العربية تغيرت، وأن كل شيء تغيّر إلا حالنا، وما آل إليه مآلنا، وننبهه من الانتساب لدويلات إسلاموية مارقة، ظاهرهم التقوى، وباطنهم عذاب الحريق، وأنهم يمدون حبائلهم، ويصطادون الفتية المغاربة على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وأصلابهم، ويزجون بهم في حروب خاسرة! سنطلب منه أن يكتفي بما كتبه في كتابه القديم عن مدن العرب، ويتجه نحو بلاد الإفرنج، لأنهم لم يبقوا أعداءً، وأنهم بزّونا بسنين، وأنهم يحرّمون الغش، ويحرّمون الكذب، ويلتزمون بالمواعيد، وأن سائقي الأجرة عندهم يلتزمون بالعداد، وأنه سيجد بنات سمر البشرة يضعن المكياج بالأرطال، يخبّئن الشيلة والعباءة من المطار، ويستبدلن مكانها المحزّم والمقصص، وما اعتلى الركبة بشبر، نقول له: هذا جزء من سياحة أهل الخليج.

ونقول لمولانا الرحالة ابن بطوطة: إياك وسماع نصيحة العرب، وقبول دعوتهم إلى أندية القمار، والطاولات الخضراء التي تنتشر في أسفل الفنادق الضخمة، ويكتفي في تجواله بزيارة المتاحف، ودور الثقافة، ومهرجانات الإبداع والفنون، لأنها المكان الحقيقي للناس الحقيقيين الذين سافر من أجلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار 2 رحلة الأسفار في عجائب البلدان والأمصار 2



GMT 03:16 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 03:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 03:14 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 03:14 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 03:11 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 03:10 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 03:07 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 03:06 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 10:54 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

غوغل تُتيح فتح الحسابات بـ"بصمة الإصبع" دون كلمة مرور

GMT 05:32 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

الملابس المزينة بالسلاسل الذهبية لإطلالة أنيقة في 2019

GMT 02:55 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض الكويت الدولي الـ39 للكتاب الأربعاء

GMT 21:02 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

وفاة والدة عبد الفتاح الجريني بعد صراعٍ مع المرض

GMT 06:08 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

منصور بن زايد يصدر 4 قرارات مهمة في نادي الجزيرة

GMT 03:05 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

رواية "كاراكاس" رحلة بين الثقافتين المصرية والفنزويلية

GMT 17:34 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى تمكين أحمد الفيشاوي من رؤية ابنته

GMT 23:41 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

"آبل" تحضر لمؤتمر WWDC 2013 بتعليق لافتات عن "iOS 7"

GMT 17:32 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

خالد الجريسي نائبًا لرئيس اتحاد الفروسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates