حرب ولا لزوم للراء

حرب.. ولا لزوم للراء!

حرب.. ولا لزوم للراء!

 صوت الإمارات -

حرب ولا لزوم للراء

ناصر الظاهري

لأنه يوم الحب نهديه للأوطان حين تتنفس شيئاً صافياً من جهة بحرها، ومن صوب جبالها، أو أطراف صحاريها، هواء جديداً، ومختلفاً، يعطي للحياة ألقاً من فرح يدوم.

لأنه يوم الحب نتذكر فيه المضحون من أجل الأوطان، ومن أجل عزتها، ومعنى كرامتها، ومعنى أن ينظر لك الآخرون بحب، لأنك خالد كشهيد في ذاكرتهم، وباق كأيقونة في سمائهم.
لأنه يوم الحب، والحب شيء كبير ومقدس، ومحاط بأسرار كونية، لذا يتصارع الناس من أجله، ومن أجل الظفر به، فكم هي كبيرة تلك الكلمة «القاتلة» أن يقول لك أحد: أحبك، ومن القلب، فلا ترى في عينيه إلا الصدق.

لأنه يوم الحب، وهو يوم اخترعه الناس بعد الحرب، ومن أجل أن يحفظوا الأرواح، ويصينوا الدماء، ويغمدوا السيوف، ويقولوا بدلاً من البغض الشعر.

لأنه يوم الحب، يوم تكون فيه الموسيقى دافئة تشعر بها الأطراف، ويمكن أن يكون معها مطر، يوم تزهر زنابق بيضاء في الحديقة، وورود حمراء في الأيادي، وعتب بدمع صاف في العيون، هي مراسيل للسعادة والفرح الملون في هذا اليوم.

لأنه يوم الحب، تتقاطر على القلب مرافئ، ومدن، وحكايات لصيقة بزرقة الليل، وذاك الضوء الشفيف، ثلوج، ومطر على النوافذ، وأغانٍ تأتي بها الريح، وبقايا أشياء مؤطرة ومعطرة، ذهبت أيام العمر برقصها إلى الأمام، وذهبت كل تلك الأشياء، وبقي الحب الذي يسقي القلب المخضرّ.

لأنه يوم الحب، يوم تتويج الأم على هلعها الدائم نحو فلذات الكبد، وعدم تعبها من الحب، مهما باعدت بيننا الجهات، ومهما فرّقت بيننا الدروب والقلوب، نأتيها وصدورنا تختظل بالنشيج، نبكي عند قدميها نريدها أن ترضى، تستقر دمعات على جبينها الذي نقّبل، نريدها أن لا تعتب، فلا ترانا إلا ذاك طفلها الذي كبر، وذهب دون أن يودعها أو يوعدها بالمجيء، فتخبئه بسترها، وتستر عن الأب فعله، وتقول: طفلي خرج، ولم يخرج من قلبي.

لأنه يوم الحب، يوم من تسامح، لذا لا نتذكر كثيراً فيه من قدم لنا إساءة، فلم ينس، ونسينا، ولا من قدمنا له معروفاً فنسي، ونحن من قبله نسينا، غير متذكرين إلا الحب، وما يمكن أن يصنعه في النفوس من رضا.

في مثل هذا اليوم، لا لزوم لحرف الراء في كلمة الحرب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب ولا لزوم للراء حرب ولا لزوم للراء



GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 14:51 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الأشقاء السوريون!

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الجهاز الإدارى للدولة

GMT 14:50 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 14:49 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 14:48 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates