تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

في بداية الأمر كانوا يتذمرون منه، ومع العِشرة، أصبح مزحة كل يوم، نذهب إلى العشاء الجماعي، فيتشكى من كل صحن، ويغضب من زوجته، وكأنها هي التي حضّرت الأكل، تظل رجلاه تختضان طوال السهرة، ثم يبكي مثل طفل صغير في حضنها، حاولت بعض النسوة والعجائز الفضوليات أن يسألن زوجته عن مصيبته، فلم تجب، إلا أنه لن يتعرّض بالسوء لأي شخص، فهو مسالم وطيّب، لكنه شخصية مضطربة، وتحاول أن تعالجه بشتى السبل، كان يلتقط لنا الصور، ويطلب من زوجته أن تصوره مع المجموعة، يتحدث فتقول: إنه يمسك بطرف الفلسفة والحكمة، وحين تنصت لحديثه باهتمام، يقلب الأمر، ويتشتت الموضوع، وتضيع القصة، كان يدخن بشراهة، يضحك للنكتة، لكنه ضحك يطول حتى يفسد على المتحدث حديثه، عرفنا سر تلك الأصابع الأنثوية التي تهدّيه بسرعة، وأحياناً تنوّمه، طوال الرحلة كان طيبّاً مع كل الناس، ما عدا ذلك الوغد الذي كان ينظر لزوجته بعينين غير مريحتين، والذي استطاع أن يلمح منهما، تلك النظرة الفاسدة، والذي كثيراً ما كان ينفث فيهما دخان سيجارته التي يدخنها بشراهة وتوتر!

من الشخصيات القلقة والمرضية في رحلة أخرى، باكستاني، كان يريد أن يصدّر للناس أنه عنيف دون مبرر، وأنه قوي في الوقت نفسه، يذكّرك بـ «بهلوانات السيرك الشعبي المتنقل»، ويثير توتر كثير منا، وهو يتمطق بالأكل، بذاك الصوت غير الشبع دائماً، وقد حاول التجشؤ مرة، فقتلته عيون الآخرين، فكتمها برعب، ما كان يستفزّنا رجالاً ونساء، معاملته لتلك الآدمية الجميلة التي كانت معه، وتمشي خلفه، كان لئيماً، بحيث يمكن أن يشتري «آيسكريم» له وحده، ويجعلها مكتفية بزجاجة الماء التي سخنت في يدها، وكان يتعبها ما يفعل الأزواج الأوروبيون مع نسائهم، ربما النساء الباكستانيات أكثر النسوة ظلماً، وتعاسة، وتعرضاً للمهانة من قبول الفحول؟ يمكن أن تكون جميلة الجميلات، ويسكّنها في «صندقة من الجينكو» أو يجعلها ماكينة للتفريخ بصمت، وللعذاب المنزلي، ولذلك التقتير الذي يؤدي للخيانة، وهذا ما أكدته تلك الآدمية الجميلة، ويمكن أن يكون أسمها «نرجس»، وابنة لإقطاعي كبير، لأن محاولة التقرب منها، وسؤالها عن أسمها، ولو من قبل المسافرات، يمكن أن يعرضها لغضب ومناكفات رجل ناقص، لذا كانت تلوذ بالصمت الخجول، فتتورد، وتشعر بسخونة صدغها من بعيد، الجميلة، و«البهلوان» الباكستاني الوحش، تجلت لبعضنا قصتهما، حين سبّته بالأوردو مرة، وأغلظت، وقالت له: أن أباها توَعّده الموت، وأمر رجاله بحَزّ عنقه في الطريق، فيبست عيناه فجأة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates