ناصر الظاهري
بين خبر وفاة عالم الرياضيات الشهير، والحائز جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، «جون فوربس ناش»، «86 عاما» مع زوجته «أليسيا»، «82 عاماً» أثناء عودتهما لبيتهما من المطار، في سيارة أجرة، فقد سائقها السيطرة، واصطدمت بعارضة الطريق، فقذفت بالزوجين العجوزين للطريق العام، كموتة مجانية لهذا العالم الذي خلد قصته فيلم «بيوتفل مايند» عام 2001 تناول معاناته لمرض الفصام، وعبقريته، وغرابة أطواره، وعلله النفسية، وفاز بأربع جوائز أوسكار، وكان من بطولة الممثل الأسترالي «راسل كرو».
وحصل «ناش» على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1994 عن « نظرية الألعاب، وحسابات اتخاذ القرار»، المستخدمة في الاقتصاد والتفاوض التجاري، وأستلم قبل أيام من وفاته جائزة «أيبل»، وهي تعادل جائزة نوبل في الرياضيات، في العاصمة النرويجية أوسلو، وبين الفيلم الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان هذا العام الذي ذهبت معظم جوائزه للسينما الفرنسية، بدءا بفيلم «ديبان»، للمخرج «جاك أوديار»، الذي أثار فوزه سخط النقاد والجمهور، باعتبار أن الفيلم الذي يدور حول قصة لاجئ من «نمور التاميل» في فرنسا، ومحاولة الخروج من تداعيات الحرب، والعيش في باريس، مكوناً أسرة من أم وطفلة أتى بهما من الحرب، ولا يعرفهما، لكن المدينة تلفظه، ليعود للحرب من جديد، لا يمثل قيمة سينمائية كبيرة، تضاهي فيلمه «النبي» عام 2009 الفائز بجائزة لجنة التحكيم.
أما الجائزة الكبرى، وهي ثاني أهم جوائز المهرجان، فمنحت للمخرج المجري «لازلو نماس» عن فيلمه الأول «ابن ساول» الذي يحكي عن إبادة اليهود أثناء محرقة نازية على لسان الأسير اليهودي «ساول أوسلاندر» الذي يجبر على إتلاف جثث اليهود بعد أن يتم تسميمهم بالغاز، فيشك أن إحدى الجثث هي لابنه، فيصاب بحمى الشك، ويعمل المستحيل لسرقة الجثة من غرفة التشريح، ويبدأ في رحلة البحث «عن حاخام» لدفن الجثة بطريقة دينية، وفاز المخرج اليوناني «يورغس لانتيموس» بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «سرطان البحر» الذي يتحدث بطريقة سوريالية عن منح الأعزب 45 يوماً، بعد أن يساق كل أعزب للفندق ليجد محبوبته، فإن فشل تحول لحيوان يختاره، وهروب بعض من العزاب إلى الغابة، وتشكيل قوة مضادة، أما جائزة الإخراج فمنحت للمخرج التايواني الكبير«هسياو هسيان» عن فيلمه «القاتل»، وبالمقابل منعت السلطات المغربية عرض فيلم «الزين لي فيك» للمخرج «نبيل عيوش» والذي عرض مؤخراً في مهرجان كان، ويتطرق لمشكلة الدعارة في المغرب عبر قصص لنساء بعضهن حقيقيات!