بنوك متنقلة

بنوك متنقلة

بنوك متنقلة

 صوت الإمارات -

بنوك متنقلة

ناصر الظاهري

ظاهرة تجارة النقود أو بيع الربا أو البيع بأجل مؤخر مقابل فائدة متفق عليها، كانت في السابق تجرى بطريقة سرية بين بعض الأفراد ومن نفس الجالية، مثل الهنود والجاليات الشرق آسيوية، ثم عمت في الناس، وأصبح لها أباطرتها، وتجرى في العلن دون حسيب أو رقيب وأصبح ضحايا هذه الظاهرة معروفين، أشخاص فرضت عليهم ظروف خانقة أو شبان طائشون لا يهمهم سوى أن يجدوا النقود بأي طريقة أو من تجبرهم الأوضاع المعيشية الصعبة على اللجوء إلى الأصعب.

 أرباح هذه الظاهرة تتجاوز كل الفوائد المعمول بها في أعتى البنوك في العالم، وألقاب كثيرة يطلقها البعض على ممارسي هذه التجارة السوداء: الجزارون، تجار المصائب، المستغلون ظروف الناس، واحتياجاتهم الملحّة من أجل تحقيق أرباح خيالية، وكلما زادت ظروف الشخص صعوبة، زاد هؤلاء النسبة المئوية الشهرية حتى تصل المبالغ إلى أضعافها خلال أشهر. أرباب هذه التجارة معروفون، تعرفهم البنوك التي يتجمعون عندها يوم نزول المعاشات والرواتب، ومراكز الشرطة التي يزورونها نهاية كل شهر حاملين شنطة شيكات لتقديم بلاغات ضد من قصم ظهره، ولم يعد يستطيع دفع تلك الفوائد المضاعفة، علماً بأن هؤلاء: الجاني والضحية غالباً ما يكونون موظفين عاديين، تعرف الضحية، ولا تعرف الجناة، إلا من سيماء الجشع والشح والمراباة، ومضاعفة أرباحهم من خلال التهديدات المتكررة للضحية، ومهاتفتها في البيت والعمل وفي أوقات محرجة.
هؤلاء النفر لا يستأجرون محلات ولا يحتاجون إلى رخصة البلدية، ولا يدفعون أي ضرائب ونشاطهم غير مصنف تجارياً وأرباحهم الشهرية خيالية، وأضرارهم على المجتمع كبيرة، وكما تعلمون فإن النشاط غير المصنف هو أحد وسائل غسيل الأموال، فالبعض من هؤلاء يبيع النقود مباشرة، الألف بألف وخمسمائة إلى نهاية الشهر، وحتى لو كان الوقت في منتصف الشهر،  حسب حاجة الشخص، ومعرفتهم بظروفه، والبعض منهم يدعون التقوى ويتحايلون على الشرع والقانون ببيع بطاقات الهواتف وتذاكر السفر والموبايلات وكل ما ترغب في شرائه من احتياجات حتى لو كانت ضحية العيد بالفائدة المذكورة نفسها، مدعين أنهم يعملون مثلما تعمل المصارف الإسلامية، بطريقة المرابحة، وليس على شاكلة البنوك «الربوية»!

مهما يكن موقف الشرع والقانون من هؤلاء، فإن الضرر واضح والنتيجة واضحة،  ضحية لا يملك المال، يبتزه جانٍ يملك المال، وهذا ما حرم الربا من أجله، أما الطريقة فلا تهم، ولا تقولوا إن القانون لا يحمي المغفلين، فهم يحتاجون إلى حمايته أحياناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنوك متنقلة بنوك متنقلة



GMT 04:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 04:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 04:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 04:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 04:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 04:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 04:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 04:54 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates