ناصر الظاهري
من مظاهر الشيخوخة عندنا في الإمارات، والتي تؤشر بقدومها علامات، وتدل على صاحبها إشارات، ولا يفيد معها الصبغ الياباني، ولا التسجيل في «الجيم»، ولا محاولة صلب العود:-
* كثرة تشهيك للأكل وخاصة العيش الشيلاني اللين، مرة تباه مع سحناة وأرطأ، ومرة مع مالح جنعد وحبول، ومرة مع بقايا شوي وجرفة، ومرة مع جسيف، ومدفأ ولومي يابس، ومرة أخرى مع جامي وخلاصة ودهن الدار، وكلها لقمتين، وتنشّ عن المآكلة.
*كثرة النهوض غبشة، وقبل الأذان ثلاث مرات، من الطرقة، وعس البيت، وتأكيد الرجولة الغائبة، والاطمئنان على سهيلة وجاراتها.
* كثرة مراجعة البلدية، والسؤال عن لجنة خليفة، وتذكر أيام الشرهة، وحياة بن سليّم، والحلم بالجز والتعويض، والمنازعات الدائمة مع عمال المزرعة، وموظفي التسويق الزراعي.
* الحنين لأغاني علي بن الروغة، وجابر جاسم، وميحد حمد، وحارب حسن، وأيام سيارة الجيب «بو حايب قصير»، وأسطوانات «حماده فون»، وأبو بكر سالم، و«شلّني يا بو جناحين».
* كثرة التردد على «جبرة» العين، وحفيزات التجّار الأوليين، ومراجعة صيدلية سليمان، ومستشفى الواحة، وحضور الأفراح الجماعية في مزيد وزاخر.
* طلبك كل أسبوعين من المعزّبة أن تدق لك حناء، ولومي يابس، وتحني لك «قاعة الرِيل».
* دائماً تتخبر إذا أحد مسافر إلى ألمانيا، أو ناكف من بريطانيا، وكأن لديك حاجة تريدها، أو عازّه تباها، ومستحي منها.
* ما تخطف مرة على «الياهلي»، إلا وتدمع لك عين، وين الربع الأولين؟ وين كتائب «تي. أو. أس»؟ وتبدلها من المنامة إلى الشارقة إلى ما دون محضة، حتى الطباخ العدني تتذكره، وتتذكر خبزه بوالدهن الطيب.
* تتذكر راعيات البحر، وغدياتهن اللي يطرشنها، وحلاوة مرمسهن، وهن ينشدن عنك، في ذاك القيض الجميل.
* ما تزال تسمع الأخبار من الراديو، وولهك الدائم بمشاهدة المصارعة الحرّة.
* كثرة خرايط الدواء الباقية على حالها، محتلة الركن، وأنت تناظر لها بين الحين والحين مثل عين الشيطان.
* عدم نسيان شرب الحلول يوم الأربعاء، وتذكر عزر الزيارين الأوليّ، عصا محنّاية، كندورة مورّسة، وأيام عمل المادّة، ودق الزار عند سفح جبل النقفة، وطلبات الأسياد.
* تسمع أحفادك يتحدثون دوماً عن «الإنترنيت»، وتتحسبها تتباع عند دكان «حسّون» أو شيئاً من «الشكليت» أو «البرميت».