ناصر الظاهري
من مظاهر الشيخوخة عندنا في الإمارات، والتي تؤشر بقدومها علامات، وتدل على صاحبها إشارات، ولا يفيد معها الصبغ الياباني، ولا التسجيل في «الجيم»، ولا محاولة صلب العود:
* كثرة المفاتيح في مخبأ الكندورة، والـ «بوك» الوارم، وأشياء تلقاها بايتة في جيبك، ولا تعرف مصدرها.
* كثرة من يقبلون رأسك وأنت جالس، وتكرار سماع قول الآخرين لك: استرح.. والله ما تقوم.. ورفجة الكبار ما تنش.
* زيادة مجاملة الآخرين لك في الأماكن العامة، وقولهم يبدأ دائماً: يا عمي، ويا الوالد.
* كثرة وفيات معارفك، بحيث ما تمر ثلاثة شهور إلا وتسمع: الله يرحمه فلان ويسكنه فسيح جناته، فتتحسس مقعدك، وتقول في نفسك: حسبي الله ونعم الوكيل.. تراه يحوط في الحارة.
* كثرة الأكياس الفارغة في السيارة، تحسباً للـ «جانبيلات» و«بريكات» السائق الذي شح نظره كثيراً، والتي تأتي فجأة، ولو كان الطريق خالياً.
* «التشره» الدائم على العيال، وحريمهم، والفرح بمجالسة الجارات القديمات.
* تذكر أيام المقيض، وجلسة «اللومية»، ومخرافة الرطب، ومقفلة «الجامي»، وضحكات الأمس الذي تحسبه غير بعيد.
* التردد على بانكوك لإجراء الفحوصات الطبية، وتحسرك على أيامك الجميلة السابقة فيها، والاكتفاء بالابتسامة الدائمة المتحجرة لمرأى النساء، والاكتفاء بالتهميز التايلاندي.
* المناجرة والمشاجرة والمناكفة الدائمة مع الشغالات الإندونيسيات، وكثرة هزاب «الدريول» الذي مضى على خدمته معك أكثر من 32 عاماً، ولا ملّ من قول: بابا.. أرباب.
* صعوبة «التوزير» -لا يروح البال بعيد- أعني صعوبة طي الوزار ولفه حول خصرك وأنت واقف، وكثرة ما ينصل منك جدام الناس، ويبقى يسحب تحت نعالك.
* شربك للماء وأنت جالس ويدك اليمنى على قمة رأسك.
* اتباعك ظلة الجدار وأنت تمشي، وشعورك بالضياع إن تغيرت الظلة أو انكسرت استقامتها.
* عدم تفريقك بين أسماء أولادك وأسماء أحفادك، وتقبيلك أولاد الجيران، وكأنهم من بذرك ونسلك.
* طلبك المتكرر من الشغالات أن يدقوا لك البسر، ويدلكن لك السح، حتى الماء ودك يدقونه لك.
* كثرة تشرطك على المعزبة، مرة تباها تتحنى، ومرة بثوب ميّزع، ومرة في وقاية وسمه، ومرة أخرى تسوي عجفة، وتلبس اللي ما يتسمى «بو دقة تلّي وبادلة»، وأنت تقول: فديتك عيونك.. لا خليت منك، وهي ترد عليك، ولا تسمعها زين: وآيه دوكم.. خرف الشيبه!