ناصر الظاهري
لأنه يعشق مركز النجاح، ولا يرتضي إلا بالمكان الأول، ولا ينشد إلا التميز، ولا يريد لشعبه إلا الريادة في المجالات كافة، كانت فكرته في تكريم الأوائل، والطليعيين في أمور الحياة كلها، خاصة منجزات العلم، والابتكار، والإبداع، فكان الحفل السنوي الذي احتضنته العام المنفرط العاصمة، وبالأمس أقيم في دبي، ولأنها فكرة نيّرة، ونبيلة، ولا تخرج إلا من فارس نبيل، يقدر معنى العطاء، وقيمة الرجال، ومكانة المرأة أخت الرجال وصنوَهم، ولأنه ذو همّة عالية، لا يطاوله في نيلها، إلا هامات كبار مثله، ولا يقدر على مكابدتها إلا من هم في علو شأنه، وبمحاذاة منكبه، ابن راشد، وتربى على نهج زايد، فلا يأتي منه إلا الخير، وفأل السعد، وتلك الومضات، الملهمات، المرشدات من رؤية باتساع المدى، تخص الإنسان، وتعم الأوطان، وتقول للذي يعشق النجاح، ويطرب للتميز، دونك والطريق، فكان نبراساً، وهادياً للكثير من الناس في الإمارات، وخارجها، وملهماً للعديد من الذين عرفوه عن قرب أو بُعد، له تأثير عليك، وعلى المكان الذي يحلّ فيه، فلا يمنحك إلا مزيداً من الطاقة، والعافية، ومعنى عنفوان الحياة، شكراً لصاحب السمو، والشكر قليل، ولكنه واجب، للشيخ محمد بن راشد على تلك الفكرة الوطنية الغالية، والتي تتذكر أناس الوطن، وتذكّرنا بأوائل الرواد الذين زخرفوا شيئاً جميلاً في وطن اسمه الإمارات.
ولعلها كانت دمعة وفاء، تلك التي ترقرقت في مقلة العين، وأنا أرى معالي أحمد خليفة السويدي، معافاً، مشافاً، وبيننا، ويتسلم ذلك الوشاح أو القلادة، ولو قدرنا لكنّا طرّزناه بمدائح القول، وأجمل القصيد، ونثرنا قدام الرَجُل شيئاً من الورد كثير، فمثله يستحق أن نذلل له أعنّة الخيل، ونمطره بعطر الكلم، ونخجل أن نقول، وقد قصّرّنا، فهو علامة فاصلة، ونقطة يبدأ بها السطر، ولا ينتهي، وقدوة كيف يجب أن يكون الرجال الصادقون، المخلصون، والوطنيون، فلأبي محمد تقدير، لا يختلف عليه أحد، وتوقير واجب على كل أحد، فقد خدم، وتفانى، ولم تكن غايته غير الوطن.
ولعلي لا أبخس الناس أشياءهم، فقد استحق التكريم كل واحد في مجاله، ولكنني هنا.. أقف عند هامتين، تاجهما التواضع، السويدي، ثم الرجل الفاضل، والعصامي، جمعة الماجد الذي أُقدر، وأجلّ كل ما يقوم به في خدمة المجتمع والناس والثقافة والعلم، فهو قدوة حسنة للرأسمال الوطني، وكيف يمكن أن نسخره لتطوير إنساننا ومجتمعاتنا، وننفع به لغتنا وحضارتنا، وهويتنا العربية والإسلامية، للجميع.. من الوطن كلمة شكراً، وليتها تكفي!