ناصر الظاهري
* لا حظتم .. كيف إعلامنا همد بعد انتخابات المجلس الوطني، وكأن شيئاً لم يكن، فمنذ ليلة السبت العاصفة، توقف كل شيء، وكأن الأمر يخص المترشحين فقط، ولا يخص العملية الانتخابية، وتطوير النهج الديمقراطي في الإمارات، لم نجد في وسائلنا الإعلامية بكافة أنواعها من أتى بتحليل، أو دراسة، أو نشر ما دار خلف كواليس الخيام الانتخابية، أو قَوّم التجربة، بما لها، وما عليها، لماذا لَبَدَ إعلامنا الوطني، وكأنه كان في جري ماراثوني مع المترشحين، ولاذ في صمته، منتظراً أن يظهر صور أعضاء المجلس الوطني في تشكيلته الجديدة بعد أسابيع؟ وكأن المهم عندنا.. من هم المترشحون؟ لا كيف هي التجربة؟
* دخول روسيا في سوريا، هو تشابك لغوي بلاغي قبل أن يكون « تدخلاً عسكرياً» أو تفعيلاً لاتفاقية دفاع مشترك أو استدعاء من الحكومة السورية، ولأن مثل هذا التداخل اللغوي البياني يستعصي حتى على جهابذة اللغة، فإن التدخل العسكري بات يستعصي على دهاقنة السياسة، فكل الأيادي تلوح لروسيا، وتودع سوريا، غير مدركين ماهية هذا التلويح، مباركة مباشرة، أم مباشرة مصالحة؟ وكله بسبب دخول روسيا في سوريا!
* فازت الكاتبة البيلاروسية - روسيا البيضاء- «سفيتلانا اليكسييفيتش» البالغة 67 عاماً، بجائزة نوبل للآداب لعام 2015، عن أعمالها التحقيقية، الاستقصائية، من أماكن كانت في وقتها على فوهة بركان، وكانت الكاتبة قاب قوسين من الخطر والموت في سبيل نزاهة الكلمة والقلم، ووقوفهما مع الإنسان ضد الإنسان المستسعر بالحرب، من أعمالها « أصوات من تشرنوبل»، «أولاد زنكي»، «وجه غير أنثوي للحرب»، وقد ترجمت معظم أعمالها إلى لغات العالم، - عدا العربية طبعاً- ولأن الشيء الصادق يجد من يكتشفه، ولو كان محاطاً بالأسوار، أيام الاتحاد السوفيتي، أو قابعاً في منطقة بعيدة، حال جمهورية روسيا البيضاء، تخنقها دول مثل روسيا، وبولندا، وأوكرانيا، وليتوانيا ، ولاتفيا، وعلى مساحة 207 آلاف كيلو متر مربع، وسكان لا يزيدون على 9.5 مليون نسمة، فقد فقدت في الحرب العالمية الثانية ثلث سكانها، ويحكمها رئيس غيّر الدستور، وفصّله، حسب استحقاقاته الرئاسية، ويقال إنه يعد ابنه البالغ 11 عاماً لخلافته، كل شيء من حول روسيا البيضاء تغير، بما فيها جلال الاتحاد السوفيتي، إلا هي ما زالت قابعة في تلك الحقبة البائسة بثياب مستوردة، ورغم ذلك ظهرت منها زهرة جميلة، استحقت تلك الجائزة العالمية، واستحقت روسيا البيضاء الأضواء العالمية لتخرج من بؤس السياسة لرحابة الأدب!