ناصر الظاهري
حتى على «شينغن» لا نخلو من الحسد، عجيب أمر بعض الناس، وما آلت إليه أخلاقهم، وما انزلقت فيه أرجلهم من وحل الجهل والتطرف، والتعصب، وكره النفس والآخرين، خاصة المتدثرين بأثواب الدين، ومفتعلي التدين، والمتقولين على الرسول الكريم، والمتاجرين بأسماء الصحابة، لا أفعالهم، لا يمكن أن تجد أحدهم يفعل الحب، للحب، ولا يقترب من عمل الخير، للخير، أفواههم مُرّة تجاه كل أمر جميل في الحياة، وثمة مضغة في الصدر لو صلحت لصلحت الدنيا، لكنها تجدها لديهم سوداء، وتقطر سماً، هؤلاء لا يمكن أن تفرحهم السماء الزرقاء، ولا الحديقة الخضراء، ولا مشهد الماء، كقول المثل: «لم يجد في الورد (عيب أو شين)، فقال: أحمر الخدين»!
وحتى حصولنا على الإعفاء من تأشيرة «شينغن» كان «دونها خرط القتاد»، فلم نحظ بها لولا الثقة، والمصالح المتبادلة، والجهد الدبلوماسي، ولولا التخطيط لمستقبل أفضل للإمارات، لا نريد من «المتطاول الحسود» كلمة مبروك، نريد فقط كفّ الأذى، وإذا كما قال بغضاً وحنقاً، لنا الصغائر، فالكبائر، وأم الكبائر له، ولطقمه الذي يقف خلفه يعدّون على الإمارات كل نجاح، وكل فرحة.
لمثل ذلك المربّي شحمة في صدره، وأمثاله، بالتأكيد برج خليفة لن يزيدكم إلا غيظاً، وحسداً، وستقولون، وماذا يعني أطول برج في العالم؟ وسنقول يعني لنا الكثير، «طيران الإمارات»، و«طيران الاتحاد» لن تروا من نجاحهما في ارتياد الآفاق بتميز، وريادة، إلا فشلكم في إدراك معنى النجاح، ومعنى التميز، ومعنى أن تكون رقماً صعباً، دبي، هي محركة البغض في نفوسكم المريضة، ما فتئوا يرمونها بأحجار الخطيئة، وهي ماضية، ولن تقف، ولن تسأل، فمن يضع النجم مكان هامته، كلما بعد، رأى النابحين أقزاماً، أن تفتح أبوظبي ثلاثة متاحف عالمية في منطقة سمتها الثقافة والفن، ويكون «اللوفر» حاضراً هنا، و«غوغنهايم» حاضراً هنا، فهو أمر سيعمي عيونكم، ولن تروا فيها إلا صوراً، وتماثيل، وأشياء تحرمها عقولكم الناقصة، وستقولون ما نفع الإسلام والمسلمين من هذا؟ وسنقول: قد لا يكون فيها نفع للإسلام والمسلمين كما تتشدقون، ولكنها لن تؤذي الإسلام والمسلمين، كما تفعلون، وتصنعون، أن تحظى الإمارات بمعرض «اكسبو 2020»، لن يزيدكم إلا خساراً، ولن يجدي في مِلَتكم أحداً، يلتفتون، ويرون الجامعات والشركات العالمية هنا، ويرون التطور، والأمن، ورغيد العيش هنا، ويدركون معنى الثناء علينا من كل أحد، ويرون كيف نصرّف الأمور، ويكون الإنسان هو الأهم، فلا يزيدهم ذلك إلا بخساً ورهقاً!