بقلم : ناصر الظاهري
ليس مثل لبنان بلد، في سبحانية تسيير الأمور، معتمد على ما تجري به سحب الغيم، ووفق ناموس حسابات وسّع علينا إذا ما ضيّق الناس، هكذا هو لبنان دائماً في مهب الريح، فيه يمكن للوزارة أن تظل بلا وزير سنة بفصولها الأربعة، ولا تتعطل مصلحة، لأنها في الأساس معطلة، ولا يتطلب من الوزير أي إنتاجية إلا تكون خاصة به وبعائلته وطائفته، لبنان يمكن أن يكون بلا رئيس مجلس وزراء لحقبة من الزمن، فلا يشعر الناس بالفرق، وترى البلد مثل الفل، ولا أحد يتذمر من أحد، ولا أحد يشكو من شيء، لأنها به، وبلاه ماشية، المهم أن يفكّ البلد من بلائه، في لبنان إنْ غاب مجلس النواب أو غاب رئيس مجلس النواب، وإنْ يكن هذا من المحال في وقتنا المنظور، لأن بغياب «الإستاز» يمكن.. يمكن تخرب البلد ها..، تستقيل كتلة التيار الوطني، تركز خيامها جماعة السيد حسن في قلب العاصمة، وتعتصم، تترك البلد، وتنفي حالها كتلة المستقبل، البلد سائر، صحيح لا يدرون، لكنه سائر، وإنْ شكك البعض، وقال: سائر للهاوية، لمن الجميع مختلف أي نوع من الهاوية.
في ظل هذه الفانتازيا الوطنية اللبنانية، ماذا لو طلب لبنان رسمياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمنتهية ولايته قريباً، أن توظفه بدرجة رئيس الجمهورية اللبنانية، بدلاً من أن يظل يبحث عن عمل في مكتب محاماة في شركة عابرة للقارات أو مستشاراً قانونياً لبعض الشركات الخليجية العملاقة أو يظل يحوم مثل كلينتون من محاضرة لمحاضرة، ومن رعاية لبعض المؤسسات الخيرية، إلى أن تستقدمه شركة تنتج عطوراً وساعات رجالية في حفل افتتاح فرعها التاسع، منصب رئيس الجمهورية فارغ، ومن مدة، ويبدو أن الجماعة لن يتفقوا على رأي في القريب العاجل، ثم إن أوباما شخصية يكاد يجمع عليها غالبية اللبنانيين، كما أنهم لن يجدوا رئيساً ذا خبرة في إدارة بلد كبير والعالم لمدة دورتين رئاسيتين كاملتين.
أو أن هناك رأياً آخر، وقد يلقى إقبالاً أكثر من ترشيح أوباما، وهو أن الرئيس البرازيلي الجديد «تامر» من أصول لبنانية، ويحكم البرازيل حالياً، وبما أن البرازيل فيه من اللبنانيين أكثر من لبنان، فلم لا تفتح البلدان على بعضهما، بحيث يكون الرئيس رئيساً للبرازيل وحاكماً لجمهورية لبنان، وبالتالي يكون الأمر مثل ما يقول المثل الخليجي: «دِهنّا في مكبّتنا» أو المثل المصري أو الشامي: «زيتنا في دقيقنا»!