تذكرة وحقيبة سفر  1

تذكرة.. وحقيبة سفر - 1 -

تذكرة.. وحقيبة سفر - 1 -

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر  1

بقلم : ناصر الظاهري

اليوم أسفارنا مرتبطة بالفنادق، فهي بيوتنا الثانية في السفر، وأحياناً نألف فندقاً فيصبح مثل البيت الأول في بلدنا الثاني، بعضنا يحب أن يجرب الفنادق، ويعدها سفراً بحد ذاتها، غير أن أول مرة أتعرف على الفنادق كان في أواخر ستينيات أبوظبي، وكنت أعتقد أنها مجانية أو على حساب الحكومة، مثل المضيف أو «المضوف» كما كنا نسميه في العين، حيث يستقر الدوار القديم الذي كنت شاهداً حين استقبل فيه الشيخ زايد – الله يرحمه- الملك حسين، وجعفر النميري، ولم يبق منه الآن إلا بقايا قرط النواصر، وبقايا مكان ما زال في رؤوس الأوليين، وحين دخلت أبوظبي سمعت كلمة فندق أو «أوتيل»، ولم أكن أعرف معناها في ذاك الوقت، ورأيت فندق «العين بلاس، وزاخر وبعلبك»، واحداً «كحيان» في «بارهوز»، كانت «جميلة» الباكستانية تدير أحد تلك الفنادق، أما أول فندق حقيقي في العين، فكان «الهيلتون»، وحين زرت المغرب في أواخر السبعينيات، نزلت في «نزل الهليطون» في الرباط، ويومها لا أعرف معنى «نزل»، وأعجب من «الهليطون»، لكنني خبرت بيوت الشباب الرخيصة التي كنت عضواً فيها، وسكنتها لأول مرة في باريس «بورت دو أورليون» في أواخر السبعينيات في بيت الشباب التونسي، حيث يمكنك أن تأخذ أكلك من مطعم قريب، وتستحم في حمام بجانب الممر، وحين تعددت الأسفار عرفت درجات الفنادق، بعضها لا تقبل أن تنام فيه كـ«المسافر خانه» في الهند والدول الفقيرة، وبعضها قد يتعبك نفسياً، ولكنه يريحك مادياً كـ«بنسيونات» متناثرة في دول أوروبا، وتتخذ صفة عائلية يتوارثها الأبناء والأحفاد، وهي مريحة في القرى والأرياف، وبعضها تخاف أن تدخله كالفنادق الفاخرة، والتي عليك أن تدفع ضريبة السكن فيها في كل لحظة، بعضها صديق، يشعرك أنه بيت للخالة الطيبة أو ملاذ للجدة التي بقيت تقاوم السنين وحبك، بعضها يشعرك أنه «بركس»، أو ثكنة عسكرية أو سجن محتوم عليك أن تزوره بسبب جرم غير مقتنع به.

في حياة السفر والترحال كنت أحتفظ بأرقام غرف الفنادق في مدن العالم، وببعض الصابون والشامبو وعلب الكبريت وقصاصات من أوراق بيضاء للكتابة، وأقلام مختلفة، ثم حين صارت بطاقات المفاتيح صارت هواية أخرى جديدة، بعض الفنادق في المدن تحب أن تزورها بعد عقود من السنوات لتعرف حالها، وما آلت إليه أحوالها، بعضها يكون يوم أن ودّعك البواب بنفس غير رضيّة، هو آخر عهد لك بذلك المكان.

لبعض الفنادق ذكريات ولحظات جميلة، وفيها زوايا دافئة، وصباحات مباركة بالعمل والرزق والمشاريع، ومساءات من نشوة وصوت «ساكسفون» كصدر صديق مجروح بالحب، بعضها فخاخ نصب لأناس طارئين، لا يعرفون من المدينة إلا بوابة الفندق، وردهته الباردة، وما يمكن أن يقتنصوه من خاصرة المدينة.. ونكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر  1 تذكرة وحقيبة سفر  1



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:02 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

برابوس تكشف عن "مرسيدس E63 AMG" بقوة 789 حصان

GMT 00:59 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب البن تقي الجسم من أمراض كثيرة

GMT 15:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

طُرق بسيطة بشأن تحويل حديقة صغيرة إلى أخرى مُميَّزة

GMT 09:16 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستضيف العام الجديد 2016

GMT 10:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حاكم الشارقة يفتتح أعمال "الاتحاد العربي للنقل الجوي"

GMT 08:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

لاعبة ترفض الوقوف حدادا على مارادونا بسبب "أفعاله"

GMT 18:44 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

مصر.. اقتراح قانون في البرلمان لتجريم زواج القاصرات

GMT 14:04 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الرئيس الجزائري يُقيل رئيس "سوناطراك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates