«زواج com»

«زواج. Com»

«زواج. Com»

 صوت الإمارات -

«زواج com»

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

لا أدري هل الخطّابات أو الخاطبات أو الموفقات رأسين في الحلال لديهن ترخيص بممارسة هذه المهنة التي هي بينها وبين المهنة القديمة خيط رفيع، مثلما يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر؟ أم هي مواقع إلكترونية، لا تعرف أيها منها الحلال، وأيها منها الحرام؟ وهل الخاطبات أو الخطّابات الرقميات الآن تقتصر على بعض النساء كعادة قديمة ومرتبطة بفئة منهن، أم أن الأمر وصل لجنس الرجال، خاصة أولئك الذين ينشدون الخير والإحسان والأجر والثواب؟ لأن بعض المواقع تعلنها صراحة: نريد منك 5 آلاف درهم ربط كلام، و10 آلاف درهم إذا ما تمت «الملجة»، ولا ندري هل يتم أخذ مثل هذه المبالغ من الطرفين، لأن المبدأ العام يقول: يدفع من كان طالب القرب، وفي حالتنا هذه الطرفان طالبان القرب، لكن هناك مواقع أخرى لا تطلب منك أي شيء محدد، أنت وكرمك وتقديرك، وجزاء معروف لمن خدمك، ودَلّك على بنت الحلال، غير أن مواقع أهل الخير، يقولونها صراحة لا نقبل أي دفعات مالية نظير ما نعمل من خير، فهدفنا المثوبة وأجر الآخرة، وتشجيع المسلمين والمسلمات على الإنجاب، والمباهاة بهم بين الأمم، غير سؤال هل لدى مثل هذه المواقع تراخيص بمزاولة المهنة أم هي سبيل؟ هناك سؤال يختص بنوعية مثل هذا الزواج، بعضه العلني وبعضه السري وبعضه المسيار، والبعض الآخر العصمة تكون في يد المرأة، مثل هذه المواقع دون أي رقابة يمكن أن تصبح سوقاً رقمياً كبيراً للراغبين والراغبات، والمتمنعين والمتمنعات، ولكل منطقة خطّابة، ولكل دولة من دول مجلس التعاون أكثر من واحدة، وهناك خطّابات بلا حدود، وخطّابات عابرات القارات، الزين أن إعلانات مواقع «زواج. Com» كلها متشابهة، ومغرية، وأمورها سهلة وميسرة، وكل طالبات القرب جميلات، والبشرة بيضاء صافية، وأن شكل زوجة المستقبل أصغر من عمرها دائماً، كما يقول الإعلان، وأنها تحب الرجل المستقيم، العطوف، ومقيم الصلاة، ويقدس الحياة الزوجية، وميسور الحال، الشيء الوحيد الذي لا يشكل عائقاً تجاهها أنه «لا مانع إن سبق له الزواج»، هذه المواقع الرقمية بحر كبير، غير أن أجمل ما فيه التعليقات الفكهة، بحيث لا تستطيع أن تميز الصدق من الكذب فيها، ولا تشك أن فيها كثيراً من النصابين والمحتالين، ومحبي الأرامل والثكالى والحزانى، وأناساً متخصصين في أمهات اليتامى إن كن ذوات مال وجاه.
«زواج. Com» لابد وأن أحداً ينبش تحت تلك المواقع، لأنها تكاد أن تتشابه الأمور فيها بين هذا حلال، وهذا حرام، وهذا يصلح للمجتمعات أو ينافي أخلاقها، مشكلتنا أننا نترك الأمور تتسع وتتوسع، بعدها يصعب إصلاحها أو تقويمها، شكراً لكل الخطّابات اللائي رشحن أمثالي من المتقاعدين لطالبات القرب، غير أنا بصراحة، ولكي يرفضن طلبنا منذ البداية أننا وأمثالنا لا نقدس الحياة الزوجية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«زواج com» «زواج com»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates