بقلم : ناصر الظاهري
الأشياء الصغيرة المزعجة، الموترة، تصادفنا ربما بشكل يومي، وتضجرنا مثل وخزة رأس الدبوس، ولا نملك تجاهها إلا التأفف والضيق بصمت:
- حبة الفستق المغلقة مثلاً، هي دائماً مسألة مزعجة، فلا تملك التصرف تجاهها إلا برميها ثانية في مكانها!
- أسلاك الهاتف والأدوات الكهربائية التي تلتوي من غير أن تشعر حتى تصل إلى حد لا تقدر أن تتحملها، وتتعامل معها بصعوبة، فيضيق نفسك منها وتخرج الأوف كاملة!
- وجود الشعر على المغسلة مسألة تجلب التوتر، وكذلك المغسلة غير النظيفة اللامعة!
- الأقلام الكثيرة في الجيب العلوي، مسألة تستفزك ولا تجعلك تحول نظرك عنها بسرعة!
- المشط المحطمة بعض أسنانه، لا يجعلك تشعر بالراحة!
- سلسلة المفاتيح الكثيرة والتي لا تعرف لها مبرراً في حملها من قبل بعض الناس مسألة مضجرة، وتزيد حين يظل يقلبها بين أصابعه مصدرة ذلك الصوت الذي يخدش الأذن، وتبقى مصدراً للقلق إذا وضعها في جيبه أو علقها تتدلى على طرف حزام بنطلونه!
- البنطلون الأخضر مثلاً على الرجل أمر يوتر الأعصاب!
- أن تكون مستعجلاً وتكون أمامك سيارة يقودها شخص مغفيّ أو سيدة حصلت على رخصة السياقة بعد مشقة، وتظل أمامك، مرة إشارة يمين، ومرة إشارة يسار، ومرة أخرى ضغط على الفرامل من بعيد!
- أن تقطع شارعين لكي تصل إلى بنك وتريد سحب مبلغ نقدي من الصراف الآلي وتظهر لك على الشاشة عبارة: نعتذر هذه الآلة لا تعمل حالياً، يمكنك مراجعة فرع آخر!
- أن تخرج من الصلاة ولا تجد - حاشاكم- نعالك، فتقطر عرقاً من الخجل والإحراج، ويكاد أن يوسوس لك الشيطان، فلا تقدر أن تذرع المركز حافياً لأقرب محل، ولا تستطيع أن تصل سيارتك في المواقف الخارجية، ولا السارق ترك لك نعاله القديمة، ليجعلك ترجع بخفي حُنين!
- أن تجد على هاتفك خلال صلاتك لخمس دقائق، ثماني مكالمات لم يرد عليها، فيقفز قلبك من صدرك وتقول: يا رب لطفك! فتتصل، لتجد المتحدث سوّاق شاحنة يحدثك من طريق سويحان، لا يعرف العربية ولا الإنجليزية ولا الأوردو، فتقول له، وبطريقة انزعاجية: «الرقم غلط، رونج نمبر، بابا نمبر غلط هيه»، لكنه يصر أن يزعجك برنّة من جديد، فترجع تتصل به، وصوتك هذه المرة عالياً ومرتفعاً، فيرد عليك بـ«البشتو» فتشعر أنه قال شيئاً غير مريح، ولا مطمئن، فتغلق هاتفك لساعة، لكي يحلّ سوّاق الشاحنة مشكلته!