بقلم - ناصر الظاهري
كنا نسمع عن التعددية الحزبية كمصطلح سياسي، ونسمع، دون أن نقوى على أن نفعل، عن تعدد الزوجات، فنكتفي بتكملة الآية، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، لكن إحدى المترشحات لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي فاجأتنا بلافتتها الانتخابية، وبرنامجها الذي تستقطب فيه ناخبيها، من بعض الرجال من قوم إخوان شما فقط، دون النساء، ودون فئة المعذبين في الأرض، اللافتة كانت ملفتة، وفوجئت بها النساء قبل الرجال حين دعت لتعدد الزوجات، لحل مشكلة العنوسة.
من حق المرشح أن يعرض برنامجه، ويرفع لافتته، لكن المترشحة الداعية للتعددية، استعدت النساء، وحين تستعدي النساء، فأول انتقامهن باللسان، وهو أقوى الإيمان عندهن، بحيث لن يتركن شيئاً إلا وسيسقنه عنها، ولو لم يكن فيها، أوله «طيب خليها تسمح لرجلها يتزوج عليها، بنشوف شو تقول»! بعدها سيتحركن زرافات ووحدانا لنشر ما يثبط عزيمة المترشحة، وسيقرضنّها قرضاً، مثلاً، «شفتي يا أختي العمليات التجميلية»؟! «قالوا لي إنها عانس»، طبعاً ما أحد قال لها، هذا كله من رأسها، ولا أستبعد أن يجلب بعضهن أصباغ الرش، ويشوهن اللافتة الإعلانية التي تحمل صورتها، وبعضهن من الغيظ «والواهص» الذي فيهن، سيقلعن اللافتة، وهو رمز للسقوط الذي يتمنينه لها، فقط لأنها قالت بتعدد الزوجات، وهو خط أحمر دونه خرّط القتاد، يعني لو أن المترشحة لعبت في غير ملعب الزوجات المصونات، لوجدت النساء مناصرات، ومعينات ومشجعات، ومستعدات يعجنن ويقرصن، ويثورن القدور والمراجل، أما وقد أوصلت النار إلى بيوتهن، فعليها أن تتحمل معنى أن تعادي امرأة.
هذا الأمر لو دعا له مترشح من الرجال، فلن يأخذ تلك الضجة التي رافقت الإعلان واللافتات في وسائط التواصل الاجتماعي، والتعليقات التي عليه، والنكات التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، لكن لو فازت تلك المترشحة ببرنامجها اللامع الجامع، ووصلت المجلس الوطني الاتحادي، فما الخطة التي ستتبعها لتمكين فكرة برنامجها من الوصول والتطبيق والتبني؟ مثل هذه البرامج الانتخابية الافتراضية والفضفاضة التي يتبناها البعض تذكرني بالشعارات القديمة الانتخابية، «فيلا لكل مواطن»، وحين يفوز النائب يظل الناخبون يحلمون، ويضربون أخماساً في أسداس، وفي النهاية يرضون من «الفيلا بالمله»، لذا أخاف إن فازت المترشحة أن نفرط من «الهنتين، الحرمة القديمة طمحت عند أهلها، والجديدة ما تبا شيبة ومكسور مِدوره»!