بقلم - ناصر الظاهري
- إذا كان الطقس مغبراً وضبابياً، وقضيت مشوارك النهاري تخطط الشارع العام من الزحمة والحر المبكر، وبعدها لم تجد لسيارتك مطرحاً، فلا تفزع ولا تجزع، وخليك مع «مواقف» عادي!
- إذا كانت البنت الشقية سَنيّة، زادت كعبها شبرين، وتولعت بالزين، وتركتك تغني يا ليل يا عين، فاصبر واصطبر، وخليك عادي!
- إذا كان المواطن تعبان وغلبان وجار عليه الزمان، ليش ما يكون الوافد عادي!
- إذا خلص الراتب في الأيام العشر، فدبّر أمورك، وتخلَّ عن غرورك، واصبر مجالداً، واعلف «أندومي» شاكراً، وخليك عادي!
- إذا فحّت أم دويس في وجهك طالبة بأكثر من مصاريف البيت، فتماسك، ولا تهلع لكي لا تُخلع، وخليك مع مفتي الفضائيات عادي!
- إذا ذهبت إلى الجمعية ووجدت كل الأشياء نار، لا تبتئس، وخليك عند «الكاشير» عادي!
- إذا كنت تطالب ببيت شعبي منذ سنة «سكتو»، وتداق فيه من يوم الحصا رطب، فكن حليماً وحالماً، وخليك في حوشك عادي!
- إذا ابتليت في حياتك بشخص بخيل وزاده البخل غباء، فارفع يدك إلى السماء، وارفع شعار اللاءات الثلاث: لا تزعل، لا تغضب، لا تنفر، وخليك عادي!
- إذا اشتكيت من حموضة المعدة بسبب كل الأوضاع المحيطة بك، فلا تتناول إلا ما هو طبيعي وعادي!
- إذا خطف عليك واحد وكشط جانب سيارتك أو خلع مرآتها الجانبية، وجعلها تتدلى كلسان الكلب العطشان، فلا تجفل ولا تزعل وخليك عادي!
- إذا كنت تتوقع أن تربح الملايين من الأسهم وأنت من دون طاقة تنفعك، ولا تبريد تسعفك، ولا إعمار ترفعك، ولا اتصالات تعضدك، فحلمك سيطلع على حديدة، وبختك بخت عيدة وسعيدة، وتقبّل الأسهم الطائشة برحابة صدر نبيل شعيل، وخليك عادي!
- إذا تسلمت عبر هاتفك النقال مخالفة على الريق، فلا تشعل الحريق، وخليك مع السلامة المرورية كالصديق، ولا تعمل عمل الصبيان الزعران، وتصبح «زعلان» و«تصيّح ويلات في الفرجان»، وخليك مع الشرطة عادي!
- إذا كنت من المتقاعدين الجدام، وكدوك كد السخّام، والحين ما لاقي تشتري خطام، فشدّ حيلك على باقي الأيام، وخليك «مُتّ.. قاعد» عادي!
- إذا رأيت زميلة لك ولم تعرفها، بسبب عمليات التجميل، وعمليات النصب، وكيف انتفخت أمور، واندَحّقت أمور، فحدثها عن أسعار الزبادي، وخذ الأمور بشكل عادي، وخليك مع أغاني «ميحد حمد» عادي!
- إذا كنت في إجازة جميلة في أوروبا، وثارت أحداث كل صيف الإرهابية، وظللت تفكر وتحاتي، الحرمة تتحرطم والبنت تفافي، والجيب مع اليورو بالكاد يوافي، أحسن لك دارك عادي!
- إذا كنت تسحب أم العيال أم الأوزان، ورأيت فجأة ذات قدّ وقوام، وعود ميّال وميّاس وهندام، ورفَّ لك جفن، وأبصرتك أم أربع وأربعين، فتلقف ما يأتيك، واحتسب أمرك إلى مدبر الحال والأحوال وخليك مع الحبوب عادي!