المتنبي وحروب الرِدّة

المتنبي.. وحروب الرِدّة

المتنبي.. وحروب الرِدّة

 صوت الإمارات -

المتنبي وحروب الرِدّة

بقلم : ناصر الظاهري

«النمرود» في الزمن الحديث ولى، بسبب مستجدات الحياة، وظروف التطور في العصر الجديد، فغابت إمبراطوريات الاستبداد، وغاب القصير الدجال الذي يريد من العالم أن يكونوا خدماً له ولعرقه الآري، غاب التسلط، ومن يهدد الآخر بالنفي والمقصلة، وغابت ديكتاتورية أميركا اللاتينية، وغاب رجال طامحون بعقول من فراغ، منهم من جوّع شعبه، ومنهم من أوهم وخدّر شعبه، ومنهم من اعتلى منصة الخطابة، ومسك بزمام الميكروفون، وضحك للصورة التلفزيونية، وهات يا خطابات، ويا أحلام خضراء، ويا مسيرات حمراء، ويا ألوية، ومنظمات، وعصابات سوداء، وفي الأخير رفع الرايات البيضاء، غاب من أراد أن يرهق شعبه بمعارك تاريخية قديمة، حتى جاءت أم المعارك فغاب مع غبار التاريخ، بقيت ديمقراطية بريطانيا، وأصالة تقاليدها، بقي دستور فرنسا، ونور الثقافة، ومشاعل الحضارة، بقيت سويسرا ملتزمة باحترامها، ومعتزة بكرامة مواطنيها، بقيت الحرية، والشفافية، والجميع واحد تحت سقف القانون الأميركي.
الناس المتوهمون أنهم الأفضل والأنقى والأحسن والأجمل، لهم الجنة وحدهم، وللآخرين النار، الله ربهم وحدهم، وللآخرين قبض الريح، وقفوا محتارين فلا دنيا قطعوا، ولا ظهراً أبقوا، يظهر واحد من الطرف الآخر، فينعتونه بـ «العلج» يتعامل مع الأرقام الفلكية، وحركات مد البحر، والكوارث الطبيعية، وسير النجوم، وأخبار الغيوم، ويكون المطر، والحبايب ولا هنا، عيون مصابة بالرمد، فلا ترى النهار، ويغشاها العشو، فلا تبصر بالليل، وظهر آخر غيره، فنعتوه بالأحمر مرة، وبالكافر مرة أخرى، فيّسر لهم طائرات تجوب المسافات، وتختصر الوقت، وتتصل بأقوام لا يعرفون عنهم شيئاً، وسهّل التقاء العالم في قرية صغيرة، والجماعة ما عادوا يتفكرون حتى في الإبل كيف خلقت! يظهر آخر فينعتونه بالنصراني واليهودي والهندوسي والبوذي، يظل يسهر الليل كراهب متعبد، وفي النهار كفارس على ثغر، ليرصد دواءً، ويكشف عن داء، ليخترع ماءً بارداً، وظلاً لحرور الصحراء القاسية عليهم، ليبصّر العالم بشرايين مسدودة، وأخرى قابلة للانفجار بعد سنتين، يعطي للعلل شفاءها، ويعطي للإنسان راحته، والجماعة يضحكون عليهم؛ لأن بعضهم لم يختن! وأن لحم الخنزير جعلهم لا يغارون على نسائهم! وأنهم يعيشون التفكك الأسري، وأن مجتمعاتهم إلى زوال، وبئس المصير، قال الجماعة ليس هناك بار غيرهم، ولا أحد واصل الرحم غيرهم، و لا أحد عارف ربه ودينه وأخلاقه إلا هم، يا أمة ضحكت من مهلها وهملها وجهلها الأمم - على رأي المتنبي- ذاك الشاعر المنفوخ باللغة والكلمات، والذي رجموه قبل قرون بكل شيء، ولم يفكروا بقراءة نبوءته!
                           
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتنبي وحروب الرِدّة المتنبي وحروب الرِدّة



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates