ما هو شعورك كمواطن

ما هو شعورك كمواطن؟

ما هو شعورك كمواطن؟

 صوت الإمارات -

ما هو شعورك كمواطن

بقلم : ناصر الظاهري

لا أعرف من هو الإعلامي عربياً كان أو أجنبياً الذي سنّ هذا السؤال في المقابلات الإعلامية المقروءة والمنظورة والمسموعة، حتى أن أبسط مذيعة وأكثرهن سذاجة تعرف هذا السؤال التقليدي، ولا تعيره أي اهتمام، وعادة ما تسأله وهي تفكر في السؤال الذي يليه أو تسأله وهي تلعب بخصلة مقدمة شعرها، لكن سؤال الشعور سؤال مهم، وهو متغير، لا ثابت، حسب الظروف والأمكنة والأزمنة، فزمان حينما كان يسأل المواطن في فترة السبعينيات ما هو شعورك؟ يكون جوابه حاضراً: شعوري شعور أي مواطن ياه الجز، وحصل تعويض وحصل على بيت شعبي، وفي التسعينيات كان جوابه: شعوري شعور أي مواطن حصل على مزرعة، وقدر يسوّق محصوله، وتوفق بمرشد زراعي يتقي ربه، لكن اليوم شعور المواطن أكيد مختلف، وأكثر تعقيداً، وغابت البساطة كشعور تلقائي وعفوي يظهر على اللسان دونما أي تكلف، ومرات يخرج بحرج، والكثير من المواطنين كانوا يتلعثمون، ولا يريدون أن يفصحوا عن شعورهم، والنساء يكن مصحوبات بخفر واستحياء في ذكر شعورهن الذي يجب أن يكون حبيس الصدر، ولا يخرج للغُرب.
شعور المواطن في الصيف يختلف عن شعوره في الشتاء، فالشتاء عادة يكون محصوراً في «غترة شال، وشاي ينزبيل» الصبح، أما الصيف فالشعور يتوزع، الذي يريد لندن، وجو لندن، والذي بعده في ضلاله القديم «بمبي نبغي، وفيها الملتقى مبيوح»، وإلا«هلو.. بيروت، من فضلك يا عينيه»، والعاجز عن السفر يختصر شعوره في شهر أغسطس: «شعوري شعور واحد جاي من أووهيه، ولغط، وأول ما دخل من باب«المول»، تهب على وجهه تلك الريح الباردة، وتلك النسمة المنعشة من دكان العطور، وبيع أغراض النساء، وليس من محال بيع الأدوات والملابس الرياضية التي في مجملها مصنعة من مواد مشتعلة من مشتقات البترول والمطاط!
ما هو شعور المواطن في ظل اختلال ميزان القوى الإستراتيجية بين القطبين الأعظمين، وحلول قوة أحادية القطب، صانعة الفوضى المنظمة؟ ما هو شعوره حيال ثقب الأوزون، والاحتباس الحراري، وحرائق الغابات المتكررة والمفتعلة كل صيف؟ ما هو شعوره لتعثر الحلول السلمية الدائمة، وإيجاد الحلول الاستسلامية الراهنة في القضية الفلسطينية؟ ما هو شعوره الحقيقي بصدد الخوصصة، والحوكمة؟ ما هو شعوره إزاء المشاركات الوطنية الرياضية الكثيرة، والعودة دائماً بتجميل الإعلام الرياضي« ليس بالإمكان أجمل مما كان» أو بشطر بيت المتنبي، « رضينا من الغنيمة بالإياب»؟ كلها أسئلة بالتأكيد تعِلّ قلبه، وتثقل على صدره، ولا تجعله يعبر عن شعوره أبلغ وأصدق تعبير!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو شعورك كمواطن ما هو شعورك كمواطن



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates