صحبة الصغار تلزمك الاعتذار

صحبة الصغار.. تلزمك الاعتذار

صحبة الصغار.. تلزمك الاعتذار

 صوت الإمارات -

صحبة الصغار تلزمك الاعتذار

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

مهما حاولت كأب ارتضى بهذه المهنة مؤخراً، أن تسيطر على الوضع، وتجعل الأمن مستتباً، والتحركات محسوبة، فلن تفلح في ظل عبث طفولي في كل شيء، وبكل شيء، حتى أنك توقن بأن بعض الفنادق الغالية، لن تقبل طلبك بالنزول فيها كضيف ثانية، من كثرة ما حلّ بفندقهم العريق، ذلك النُزل المفضل عند الارستقراطية الإنجليزية، فالكثير من الكاسات الصغيرة المبثوثة في الغرفة، والتي لا تعرف حقيقة ضرورتها كشخص راشد، تصبح في أيادي التوأم خردة، والأمر المفرح أنك قادر أن تسيطر على الثلاجة الصغيرة بعد أن لعبوا بقطع الحلوى الغالية، يقرمون نصفها، ويتركون نصفها الآخر، وأي كسر لأي زجاجة لدواء الكحة الصغيرة، يعني أن فاتورة الثلاجة بسعر الغرفة، فكان مفتاح الثلاجة هو المنقذ، والذي ابتليت به لأول مرة في حياتك، بحيث كان يلازمك، خوفاً عليه من الضياع لصغره، وأهميته للفندق، بالنسبة لـ «الحور» كان أي منفذ هو باب للحرية لكي تختض بالأربعة كيلوغرامات الزائدة هرباً، باب مصعد فتح فجأة، طابور ختم الجوازات، ممرات الطائرة المحبوسة فيها لساعات، ما عدا البوابة الأمنية في المطار، كانت تدخل بتلكؤ، ثم تعود أدراجها ثانية بسرعة، وهي الحقيقة سبب كل الغرامات، بحيث تسببت في دفعي 450 يورو غرامة لذلك الحائط ذي الورق المخملي في ذلك الفندق البافاري العريق، حيث تلقت رسالة معنونة باسمها من الفندق باللغة الألمانية والإنجليزية، فيها ذكر في البداية لأهمية هذا الفندق تاريخياً، وأن «بسمارك» مؤسس ألمانيا كان يمر به، وأن ورق الجدران في الجناح الذي تسكن فيه فرنسي المنشأ، ولحسن حظها أن لديهم احتياطاً كافياً، لذا ستدفع أجرة أيدي العمال لتغييره فقط، الرسائل الموجهة للحور من إدارات الفنادق عديدة، آخرها من فندق «ريتز» في إسطنبول، حيث فتحت كل الأدراج وطلتها بالحناء، لذا احتفظت بكل تلك الرسائل لها حين تكبر، أما «منصور» الذي يتصنع الهدوء حتى تكاد أن تُقبّله على رأسه لهذا التأدب في الصغر، سرعان ما تغير رأيك حين تجده يغافل الجميع ويركب السلم الكهربائي، والذي كان يجعلك تتصلب وتتصبب عرقاً في عز الشتاء من فرط ما يتراكض كثير من المسافرين خلفه، وحال كثير منهم يلقي اللوم عليك، وعلى تربيتك التي ينقصها الكثير، حتى العربة المخصصة للتوأم، والتي أصبحت مسؤولاً عنها مسؤولية مباشرة، كانت عبئاً لا يُطاق، فصعوبة فتحها، وتطبيقها، يجعلني أتوتر وأكاد أحطمها لولا أنني أتذكر سعرها الغالي مباشرة، فتأتي «سهيلة» وبأصبع الخنصر تفتحها، وبالإبهام والسبابة تطبقها، لا أدري كيف؟ ربما مرد ذلك أنها تحب أن تقرأ الكتالوج مسبقاً! أسهل شيء جرها، رغم ممانعة التوأم من ربطهما فيها، مما جعلها مثل حمل زائد أو مسافر ملاصق، لا تتحرك إلا بها، والتوأم يعدها قفصاً غير مريح، وغير قابل للطي في السفر، مشكلة التوأم أنه لا يتحرك إلا بأخته الكبرى «أروى» التي كانت مدللة الرحلة، وعرفت قيمتها أكثر في السفر، والحاجة لها في تهدئة كثير من الأمور المضطربة، وفي طلبات المطاعم المختلفة، فكانت طلباتها في الشراء تزيد، فلم يعد الحذاء الواحد يكفي، ولابد وأن يكون ماركة عالمية، خاصة ذاك الأسود الذي فيه مسامير ظاهرة، وسلاسل متدلية، دون أن تعرف أنت الأب الذي يعشق الأحذية الإيطالية الأنيقة استخداماتها بدقة، وما تشتريه الأم تريد مثله، لأنها شعرت أنها كبرت فجأة، ولها مشاركتها الفعالة في الرحلة، وصوتها مسموع من الجميع، فإن قالت الأم: لا، تدرك في قرارة نفسها أن الأب سيقول: حاضر ما يخالف يا أروى! لذا كانت تختار البرنامج الذي تفضله، وأوله أن تلعب في الثلج، وتدخل الأهرامات، وتتعشى في مطعم إيطالي، وفي كل مدينة لها شيء محبب غصباً على الجميع.
وحده الأب في تلك الرحلات برفقة الصغار، رضي أن يرى المدن التي يعرفها ويحبها بتطلبات الصغار، ولا يبحر فيها كعادته، بأجنحة بعيدة عنه، إنما بأجنحة صغيرة متكسرة هذه المرة، مع إدراكه من الآن أن السفر مع الصغار يتطلب الكثير من الاعتذار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحبة الصغار تلزمك الاعتذار صحبة الصغار تلزمك الاعتذار



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates