الزعل رقمياًً

الزعل رقمياًً

الزعل رقمياًً

 صوت الإمارات -

الزعل رقمياًً

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

الصغار في ذاك الزمان حين كانوا يتخاصمون، وينقطع الكلام بينهم، كانوا يشبكون خنصري اليد، «يتْجَاوبون» أي يعلن أحدهما الزعل على الآخر، وخاصة البنات، مثلما كانوا حين يبدؤون العراك بالأيدي، يرسم أحدهما خطاً على الأرض فإذا تعداه أو مسحه، التحما بالأيدي أو كما كانوا يقولون: «باط.. أباط»، أيامها كان الزعل وجهاً لوجه، اليوم معظم الزعل يبدأ من الهاتف الذكي وتطبيقاته، واحدة ما عجبتها عباءة صديقتها أو رفضت أن تخبرها من أين اشترتها، فتذم العباءة، والمرأة ذمها، ولا تذم عباءتها، ويبدأ من هنا الزعل الرقمي أو الإلكتروني بينهما، «فاشينستا» خطفت على سيارة فارهة، وتصورت جنبها، وكأنها سيارتها، فتنزلها على «السناب والإنستغرام»، وتقول: «هدية من الغاليين في رأس السنة»، وهي ولا أحد عبّرها من عاشوراء حتى دخلت السنة الجديدة، فيظهرون لها شياطين المتابعين، ويفضحون وقفتها غير الواثقة بجانب تلك السيارة الفارهة، وكأنها حرامية سيارات، تريد أن تكسر قفل الباب أو الزجاج الجانبي، ويظهر فريق آخر من المتابعين المتخصصين، فيفندون لها الأرقام المتسلسلة لمثل هذا النوع من السيارات، ولون كل رقم، واسم المشتري ومن أي بلد، فترد «الفاشينستا» ريوس، وغيار عكسي، فتزعل من جمهورها الوهمي الذين دفعت على كل رأس منهم مبلغاً وقدره.. لكي يتصاعد عدد متابعيها، ويبدأ التناوش من بعيد، وتدخل على الخط «فاشينستات» من الزميلات وهن كثر، العدوّة، المنافسة، المنتقمة، المتشفية، والتي لا تحب أهل من جابها.
واحد يظل «يشالي» معك من مكان إلى مكان، ولا يخلي شيئاً من مفسدات الصوم إلا وأتاها، ويوم الجمعة سبحان الله يتحول إلى داعية، ولا يترك واحداً ممن سبهم طوال الأسبوع إلا وبيرسل له رسالة تذكير وتوحيد واستغفار وأمنيات بجمعة مباركة، ولأن الناس تعرفه، وأنت أولهم لا ترد على تلك الصور الساذجة، للورود والمدخن، وكلمات أحياناً من حكم «كونفيشيوس»، ومن الأقوال البوذية الإنسانية، لكن البعض يلصقها، وكأنها من التراث الإسلامي، وحين لا يتلقى رداً أفضل من تلك التحية التي أرسلها نهار الجمعة، يرجع يسب ويزعل منك رقمياً، واحد لم تقبله ضمن أصدقاء الفضاء الرقمي ومنصات التواصل، يزعل منك إلكترونياً، ويظل يلوم نفسه: «ليش أصلاً أرسلت له طلب الإضافة، منو فاكر نفسه، الكبر لله»! وتكون أنت ولا تدري بالمسألة أو لم تفتح بريدك منذ خمسة أيام، وهو يكيل ويهيل، ويبني قصصاً من التعادي والخصام الرقمي، واحد تكون بالغلط حذفت اسمه من خانة الأصدقاء فجأة، بسبب العبث بالهاتف، خاصة والعينان الآن لا ترى من بعيد فتميّز، ولا ترى من قريب فتشخّص، يتصاعد الزعاف في الرأس، ويعلن الخصومة عليك: «ليش يحذف اسمي أنا بالذات، الشرهة على الذي يتواصل معه»، ويظل يفكر: «ما الذي عملته فيه؟ ربما سمع كلاماً من الآخرين على لساني؟ يمكن كبر رأسه لما سوى فلوس؟ أقول: طبّه.. خلّه يولي»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعل رقمياًً الزعل رقمياًً



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates