إعلام يحضر وآخر يحتضر

إعلام يحضر.. وآخر يحتضر

إعلام يحضر.. وآخر يحتضر

 صوت الإمارات -

إعلام يحضر وآخر يحتضر

بقلم : ناصر الظاهري

لخصت قصة الهندي المزايد على الرقم المميز، «راجا سوهاني» والملقب بـ «أبو الصباح»، والذي اشتراه بمبلغ 33 مليون درهم، ثم ما وراء خبر الشراء، إلى من هو المشتري؟ وما هي قصته مع الأرقام المميزة؟ ثم النبش في حياته الماضية، وتسليط الضوء عليه، صوتاً وصورة، وبعد أن عرف أنه هندي، زاد الشغف والفضول لمعرفة الأكثر، ولما عرف إجادته للعربية بلكنة خليجية، ولباسه الثوب الخليجي، ارتفعت نسبة الاهتمام والمتابعة عند الجمهور المتلقي والمتابع والمتفاعل، قصة هذا الهندي «المميز» ومن ورائه وسائل التواصل الاجتماعي، جعلتنا ندرك الفرق الكبير بين الإعلام التقليدي، بآلته المالية، وثقله شبه الرسمي، ومصاريفه الخيالية، وما آل إليه مصيره، وأين موقعه الآن من قلوب الناس من مستمعين ومشاهدين وقراء، وهذا الإعلام الجديد والمتجدد، والذي لا يكلف إلا قليلاً، وليس وراءه مؤسسات أو أجهزة، ومع ذلك يتملك الجميع.

خلال أسبوع اشتغل الإعلام بوسائطه الاجتماعية بقصة المليونير الهندي، واشتغل الإعلام التقليدي بمستجدات سياسية عربياً وعالمياً من الوزن الثقيل، لكن ردات الفعل عند المتلقي «المحلي والخليجي والمقيم»، وهو مثال وعينة للجمهور المستهدف من قبل هذه الوسائط الجديدة، كانت كبيرة، ومتفاعلة، وامتدت أياماً، وحقق صاحبنا من الشهرة أكثر مما حققته له ثروته، حتى الإعلام التقليدي حين تناول قصته، تناولها وكل المرجعيات هي وسائل التواصل الاجتماعي، وما قدمه كانت وجبة باردة ممجوجة، بالمقابل قدر الإعلام الجديد أن يسحب الجمهور من الإعلام التقليدي في قضية عادية، لكنه أعطاها من زخمه واهتمامه، ما جعلها قصة محورية طوال أسبوع، وجعل من نفسه إعلاماً متوجاً، وفارضاً نفسه بقوة وجبروت.
لكن رغم هذا الحضور الكثيف والقوي للإعلام الرقمي، لم يقدر أن يحظى بثقة المعلن، فما زال صاحب الإنتاج ينظر للوسيلة الإعلامية الجديدة باستعلاء، وعدم ثقة، وينظر لفئة متابعيه على أنهم خارج نطاق استهدافه، فهم فئة شابة غير قادرة على الصرف، لكن هذا الإعلام الجديد، أطلق رصاصة وحيدة قدرت أن تحجّم من قيمة الإنفاق الإعلاني في الوسائل الإعلامية التقليدية، وإنْ كان البعض يرجع الأسباب لأمور مختلفة تخص سوق العمل والسيولة والأزمات الاقتصادية، لكن الإعلام الجديد كان مؤشراً لوهن في تلك الوسائل التقليدية، فاغتنمها المعلن، ونفض يده من التزامات يراها اليوم في هذه الأزمات الاقتصادية غير مهمة، ولا مجدية.

تبقى مسألة مهمة في هذا الجدال، إنْ كسب الإعلام الجديد مصداقية، وعزز من مرجعياته، فإنه سيكسب السوق الإعلانية، ويقوي حضوره الإعلامي، وإنْ لم يتخل الإعلام التقليدي عن تكلسه، فإنه سيخسر سوقه القديمة، أما الجديدة فلا له منها وفيها إلا اللهاث!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام يحضر وآخر يحتضر إعلام يحضر وآخر يحتضر



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates