تذكرة وحقيبة سفر ـ 2

تذكرة.. وحقيبة سفر ـ 2

تذكرة.. وحقيبة سفر ـ 2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر ـ 2

بقلم : ناصر الظاهري

وحين انهار الاتحاد السوفييتي، يقال إن اللبنة الرطبة التي تحت رأس «لينين» تصدعت، وأن الكثير من الجنود الأميركيين الذين شعروا بالنصر والارتياح من حرب باردة، وكذلك المقموعين من الكتلة الشرقية الذين شعروا برائحة الحرية، تمنوا ليلتها أن يفرغوا مثاناتهم الممتلئة من كؤوس الأنخاب تحت جدران الساحة الحمراء أو على نصب الضريح.

بعدها كل شيء في تلك الخريطة الجغرافية الكبيرة المتفككة، أصبح قابلاً للمساومة، وعرضة للبيع بما فيه التاريخ والإرث، وكل تلك الخردة العسكرية بأسرارها الزائفة، وأن أقل بائعة هوى في الزمن الجديد قادرة على أن تشتم «لينين» في قبره، وأن متحفه الخاص ظل يتردد عليه رجال الأعمال والسماسرة، والكل يريد أن يبتز التاريخ، ويشتري قطعة منه ببضائع استهلاكية كانت شحيحة، وممنوعة على الناس أو بدولارات خضراء لا يعرفها الشعب، وجريمة التعامل بها تعد خيانة عظمى، وتخابراً مع قوى أجنبية، لقد غدا المتحف القديم مهجوراً، وخالياً من المنتفعين الهاربين إلى الأمام، وحده ذلك الجندي المحارب القديم، ذو النياشين الصدئة على الصدر، والذي رافق «الرفيق» وسار على دربه، والذي فضل بعد التقاعد أن يظل حارساً أبدياً على أشيائه المتبقية، ولو لم يقبض «روبلاً» على ذلك، يكفيه أن يبقى بجانب التاريخ الذي أحب، وحين أمر أن يطفئ الأنوار في متحف لينين، وأعلموه أن كل الجبال والسهول والوئاد والأنهار المتجمدة قد فرطت وبقيت سابحة كقطع متناقصة نحو النيون والإضاءة الصناعية، وأن منجله قد كسر في الحقل، والمطرقة رمي بها في المنجم المغلق على عمال الفحم، وأن لا نجمة حمراء يمكنها أن تضيء مساء موسكو اليوم، قال ذلك الحارس العجوز مختصراً ثرثرة المؤرخين: «ماذا جرى لتلك الفكرة النبيلة النيرة»؟ وصمت حتى قبره!
لا غورباتشوف المتقشر، ولا يلتسين ذلك الصنم المصنوع كبرميل فودكا، ولا بوتين ولا مدفيديف بأدوارهما المتبادلة قدروا أن يحافظوا على تراب الجغرافيا، ولا غبار التاريخ الذي تذروه رياح الغرب المتوحش، لقد زحف سم الأرواح وجشعها اللحظي إلى تلك البقعة التي يرقد فيها «لينين»، وكانت تعد مقدسة قبل ذلك، في تلك الساحة حيث يتفاخر الجيش الأحمر بمشية الوزة المتكبرة، وتلك الاستعراضات الكبيرة في أكتوبر، لقد ظهرت أصوات لم تمانع كثيراً في تهديم تماثيل للرموز القديمة في الشوارع والساحات، وتنادي برحيل الجثمان المحنط منذ 1924، لقد طويت الصحف، وجفت الأقلام، وواحدة وحدها من الجمهوريات السوفييتية السابقة، قبلت بخجل أن تستضيف تاريخ «السوفييت» المحنط!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر ـ 2 تذكرة وحقيبة سفر ـ 2



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates