بقلم - ناصر الظاهري
• في «عيد الأب» حين يهدي لك الأبناء عدة خردوات للتصليحات المنزلية، وأشغال سمكرة ونجارة وكهربائيات تخص البيت الذي محرم أن يدخله أحد منذ أن بدأت الجائحة، مع يقينهم أنك لا تعرف أن تدخل خيطاً في إبرة، ولا تفرّق بين الغسالة والنشافة، لأنك تؤمن أن الناس مواهب ومهارات، ترا.. ماذا يقصد الأولاد بذلك الصندوق الحديدي الذي يكسر الظهر، هدية في عيد الأب الذي ليتهم ما تذكروا عيده؟
• في ذاك الزمان الأوليّ، كان الناس يقولون ناعتين الرجل الصحيح بأنه: «رَيّال ستعشر آنه»، ويقولون: «رَيّال والنِعْمّ» و«رَيّال والستة أنعام»، ويزيدونها قائلين: «رَيّال وستين نِعْمّ»، وتدركون أنه عندنا «النِعْمّ عن ألف يمين»، وكانوا يقولون: «بحر المصنعة بحر ستين وبحر السوادي بحر سته يوم ما غرقت في بحر ستين أبغرق في بحر سته»! «وين ذيك الستين اللي يطرونها، ويشبهون الرجال بها، اليوم قوم بو ستين، ما يرومون يتحركون، ولا يسافرون، وما يقدرون حتى يدخلون جمعية عشان المقاضي»!
• «زمان.. كانوا أهلنا يتّرَشون الكَرّانيه والمسؤولين يكبرون أعمار عيالهم، اللي يبا يزيدونه في الشرهه، واللي يبا يظّهر له أبوه «ليسن» ثقيل، واللي يبا يهبّطه في الدفاع، وإلا يسجله في الشرطة، والأولاد يومها كانوا فرحانين، اليوم يتلومون، ويتمَنّنون هذا وذاك لو يردون لهم أعمارهم القليلة المسروقة منهم، ما يريدون يتشببون، بس على الأقل تدخلهم المول، وتشربهم كابتشينو، وهم يكحلون عيونهم في الرايح والغادي.. بس!
• ما يجوز يا أخوان يكون واحد مسؤول عن دفة الاقتصاد، وتسييل المال، وتسيير الأعمال، وهو وجه مدخن، وريقه محمض، ومتشائم، ولا يوحي لك ببذرة أمل، ويفرق من بكرا، وشكله شغل تفنيش الناس، وتفليس الشركات، ترا الصين مب بس يأتي منها الوباء، الجماعة عندهم حكمة، ومثلهم يقول: إن كنت لا تعرف أن تبتسم، فلا تفتح دكاناً!
• «معقول.. محّفَر شغل خوص بس مكتوب عليه حرفين بالانجليزي اختصاراً لاسم ماركة عالمية، على أساس أنه حقيبة يد نسائية غالية وعلى الموضة، وهو في حقيقته محفر صغير، ما يشلّ ضربتين بالشيوَلّ، وليته كان ثُويّ تشيل السماد فيه، كان نفع حتى، هذا المحفر يباع بـ 4700 درهم، هذا المبلغ في زمان قوم بوستين، كانوا يستطنون به ثلاث يلبات، ونخيل خرايف، يأكلون منها طوال القيض، وفروض أثنينه يأكلون من رطبه، ويسوون من تمره حسيل، ويجنزون الباقي في أبياب، وبعده يبقى من ذاك المبلغ اللي الحين يا الله يا الله يجيب محفر عليه حرفين بالإنجليزي!