دكان أبو الخير 4

دكان "أبو الخير" (4)

دكان "أبو الخير" (4)

 صوت الإمارات -

دكان أبو الخير 4

بقلم : ناصر الظاهري

إسماعيل، ولد «أبو الخير» الدارس في أميركا، هو أول من أدخل كلمة «الإستراتيجية» عندنا، بل إنها سبقته قبل أن يتمم دراسته، من خلال رسالة كان يقرأها «أبو الخير» على الشواب، ويومها ضحكوا كثيراً، وتعجبوا أكثر، وكل واحد عرّف «استراتيجية» إسماعيل، أحدهم قال: «إنها حرمته»، وأحد قال: «هذه سيارة ولاياتي طرز جديد»، آخر قال: «هاي ماكينة تطحن الحَبّ، شروا رحى أبليس اللي يابوها الإنجليز»، واحد منهم ممن اشتغل في الظنّة وداس، قال، باعتباره أكثرهم فهماً: «هاي مثل الزَلّ، يفرشونه، ويمشون عليه، يوم يلّفُونك الضيوف الكبار»، وحده أبو الخير ظل يتفكر غير مقتنع بمعنى استراتيجية ابنه.

عاد إسماعيل، وفرح أبو الخير، وأولم للناس كأنه عرس بكره، إسماعيل كان متذمراً، ولا يريد تلك المظهرية، وقال: كان يكفي أن تعمل لهم قهوة و«كيك»، وظل طوال أيامه الأولى شبه صامت، وجافل من أشيائه القديمة، ويتأمل الفراغ، عذروه الناس في البداية، على اعتبار أنه يفكر ماذا يعمل بالإستراتيجية التي جاء بها من أميركا؟ حتى أن «أبو الخير» خشي أن يستعجل ويطلب منه أن يظهر إستراتيجيته فوراً، وأمه زبيدة اطمئن قلبها أن استراتيجية ابنها ليست واحدة أميركية حمراء.
حتى أقنع إسماعيل أباه باستراتيجيته الجديد، وأنها ستخفف عليه ساعات عمله، وستزيد من أرباحه، وتطور تجارته، احتاج لوقت، وكاد ينفذ صبره، فخاف «أبو الخير» من أن هذه الاستراتيجية، ربما أرجعت إسماعيل مرة أخرى لأميركا، فاختزل جوابه، وقراره لابنه: أن التجارة اليوم في يده، وأنه كبر، لكن الأفضل أن يبدأ بإستراتيجية رخيصة، ولا تكلف مالاً باهظاً، ضحك إسماعيل، وقبّل رأس أبيه.

بدأ إسماعيل باستراتيجيته سراعاً، فقلَب حال الدكان ببناء حديدي، وألبسه زجاجاً، واقتص له مكاتب، وزيّنه بألوان لم يعرفها الناس، وبلوحة متراقصة تضاء بـ «النيون»، أخفت معها اللوحة الخشبية المتقشرة، واسم دكان «أبو الخير» القديم، وأدخلت استراتيجية إسماعيل نساء من شمع لابسات الجديد، وواقفات ينظرن للعابرين من خلال الزجاج، أما الدكان الملحق بالبيت، فتركه بما فيه، وكأنه مخزن لسفينة مكَهَنة، وأبقى حارسا له ابن خالة «أبو الخير» العجوز.

حين يدخل «حفيز أبو الخير، وولده إسماعيل»-هكذا سيسميه الناس - يقول «أبو الخير»: رأسي يدور، ويقبضني لواع، وزواع، وما أشوف في هـ «الحفيز» بضاعة، ولا تجوري، ولا أوادم، إلا استراتيجية، ونسوان مركّزة».

يخرج «أبو الخير» كما دخل مرتبكاً، أمام الأبواب الزجاجية المتوهجة، وهو يهاوع، ويتمتم: «هاي.. استراتيجية إسماعيلوه التي تخليك ما تعرف باب الحَدّرَة من الخَرّجَة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دكان أبو الخير 4 دكان أبو الخير 4



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates