الرهاب إرهاب للنفس  2

الرهاب.. إرهاب للنفس - 2

الرهاب.. إرهاب للنفس - 2

 صوت الإمارات -

الرهاب إرهاب للنفس  2

بقلم - ناصر الظاهري

رهاب الحشرات «Entomophopia»، أحياناً يقض مضجعي، ويخرّب عليّ سفرتي، الغريب أن ابنتي الصغيرة الحور يختارها مثلي، دون إخوتها الذين ربما كانوا نائمين معها، لأنها عسل، بيضاء، ومربربة، وخدود، وتستدعي ناموس الحديقة على «هبالتها» الجميلة، وهناك صديقة صحفية لبنانية، لو مرت قطة من آخر الشارع، تجدها تفر، ولا تقدر أن تجلس في مطعم إن تراءت لها قطة فيه، ولو قلنا: «بِس.. بِس» من باب المزاح تجد عينيها فجأة تغيرت، وكنت أغيظها بأن القطة لا أحد يفهم سلوكها، ولا أحد قادر أن يبرر فعلها، حين تقرض عظام صغيرها، وتأكل فلذة كبدها، يومها تتحسس حد التورم، وتراني مثل السنور الهرم.
الخوف من الأماكن العالية قد يسقطك، لأنه كله في رأسك الذي سيبدأ بالدوران والدوخة، فلا يقدر الرهابي على المشي فوق ممر زجاجي، ويخاف أن ينظر إلى تحت، أما الذين يخشون الأماكن الضيقة والأسقف الواطئة، فتجد الواحد لا يستطيع التنفس، ويشعر بالاختناق وكأن أحداً أطبق عليه فجأة، وهناك شخص لو رأى دماً لدجاجة يمكن أن يغمى عليه، وهناك من لديه فزع من الكلاب، فإذا ما رآها، وخاصة ذات اللون الأسود والتي أشبه ما تكون بذئاب عطشى، تجده يتسمر في مكانه، ولا تستطيع قدماه أن تحملاه، وقد يصاب بالبلل بطريقة لاإرادية.
وهناك رهاب من الماء، ورهاب من الضوء، ورهاب من الصوت، ويتساوى معهم من يخاف من البرق والرعد، ومن أسوأ أنواع الرهاب، رهاب عبور الشوارع، لذا تجد هؤلاء يبتعدون عن المدن ويفضلون العيش في القرى، ويشترك معهم أصحاب رهاب الزحمة والحشود والجماهير، وعكسه رهاب الوحدة، ومن أظرف أنواع «الفوبيا»، رهاب المرآة، وهذا المرض يمكن أن يتأقلم معه الرجل، لكن إن كانت المصابة به امرأة، حينها يصبح جحيماً.
أما أغرب أنواع «الفوبيا»، فهو الفزع والرهاب من الحموات، لذا هؤلاء الأشخاص يسايرون الحماة لحين إتمام النكاح، بعدها يتنمرون، لذا يُنَفّس هؤلاء الناس عن مرضهم النفسي، بإسقاط النكات المُرّة على الحموات من جهة الأم أو جهة الأب، ولعل الممثلة الراحلة «ماري منيب» أشهر الممثلات اللاتي قمن بدور الحماة الشريرة، وهناك رهاب ناعم وغريب، لكنه مكلف، وهو رهاب الزهور، حيث تجد الشخص المصاب بهذا المرض يفضل أن يهدي حبيبته سيارة نقل «بيك آب»، ولا يقدم لها وردة أو زهرة.. رهاب.. رهاب أشبه بالإرهاب داخل النفس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهاب إرهاب للنفس  2 الرهاب إرهاب للنفس  2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي

GMT 10:07 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

استبعاد ياسمين صبري من مسلسل ظافر العابدين

GMT 12:50 2013 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

إعادة طبع رواية "التراس" في حلة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates