بقلم - ناصر الظاهري
- دائماً أفكر في هؤلاء الناس الذين يتشاجرون في الجائحة، الناس ما لها خاطر تعطس، وين تتضارب؟ تلقى الواحد مستعد أن يتدّاغش مع من يعتبره خصمه «باط إباط»، ولا يفرّق معه التباعد الجسدي أو ترك مسافة آمنة أو استبدال العراك بالأيدي بالسباب عن بُعد أو حاول أن تتغلب عليه في لعبة إليكترونية في عالم افتراضي ليبرد جوفك، لا.. الأخ مصرّ أن يستخدم أدوات الإنسان الحجري، على الرغم من أن في يده «موبايلين».
- «الحين.. بتخبرّكم هذيلا اللي يشترون فانيلات مكتوب عليها أشياء لا تليق بأعمار بعضهم، وفيها أشياء بلاوي، ومصائب، هي عادية عند الأميركان، بس عند إخوان شما عيب ومنقود، تلقى الأخ فرحاناً باللي ملصق على صدره من عبارات فاحشة، وتقل من القيمة، وتسود الوجه، والبعض منهم تلقاه مولياً والرب دليله، وما مكتوب على ظهره يندى له الجبين، وإلا ذاك المبسوط بالفانيله أم قوس قزح، هؤلاء الناس ما يقرؤون قبل ما يلبسون».
- «على رأي أحد الأخوان الطيبين، ومن زمن ما قبل الجائحة، يقول لك: الحين في هذا الوقت العصيب، والحظر والتباعد، والواحد منا ما شاف خويّه من أربعة شهور، حتى أصبحت وجوه الربع مغبشة في الذاكرة، ولو حاولنا كسر حاجز التباعد، وتواعدنا، وجلسنا جلسة «زوم» الوجوه مش واضحة، وما تتشاهد، وبعدين وايدين ما يعرفون للـ «زوم»، وما يقول لك: ما أعرف، ألين يَهَوّس على فصوص ما يخصها، ويخربط ذلك اللقاء الافتراضي، وإلا يتم يتحرطم ويتحسب ربعه ما يسمعونه، وإلا يتم يتحكك كل حين وحين، ويتحسب عمره بروحه يالس في الليوان عقب العصر في البرود، وبعضهم يوم تشوف وجه تتفاجأ وكأنه مب هو الأوليّ، تقول بايته سهيلي تهب على وجه، ومن كبر لحيته تقول مفتي الديار، المهم ورغم ذلك، يوم واحد يتصل بك منهم، تبش وقصورك تخرطف من الفرحة، وتقول كأنه داغر عليك، ما تصدق، وما ودّك يقطع أو ينهي المكالمة بسرعة، إنه الفرح الوحيد في زمن كوفيد».
- «الأول في مثل هذه الأيام تلقى الناس تشالي، والكل يدور له بقعة يطلق رأسه فيها، وضرابة على الحجوزات، تقول باكر بلقى الدار خِلْيّة من الناس، وبعض المتقاعدين يَرّن عمره بيمين علشان ترخصه الحرمة يسافر يتفقد البئر المعطلة التي حفرها صدقة عنها في أفريقيا، وطبعاً أفريقيا ما لها رحلات مباشرة، لازم «ترانزيت» أو عبر بلاد فَلّه»