ساعات ضائعة من عمرها

ساعات ضائعة من عمرها

ساعات ضائعة من عمرها

 صوت الإمارات -

ساعات ضائعة من عمرها

بقلم : ناصر الظاهري

لو حاولنا أن نحسب ما بعد الساعات السبع للدوام المقبول والمعقول، والذي يمكن أن تكون فيه الإنتاجية عالية، والإنجاز واضحاً للموظف، خاصة بالنسبة للأمهات العاملات، فإننا سنجد التراخي، والملل، ومحاولة شغل الوقت بأي شيء، والمردود السيئ على النفس والذي يجعلها تميل لكره العمل والمكان، سببه الساعات الباقية والملزمة التي أوصى بها خبراء استراتيجيا فن الإدارة الجديدة.
ولو قسنا الساعات المعطلة «في حياة الأمهات العاملات، ومدى خسارتها في أعمال ثانوية، وغير ذات جدوى، في حين هي أحوج لها، وبيتها أحوج لها وأولادها أحوج والمجتمع أحوج، هذه «الساعات الضائعة» لو نحولها لفائدة المجتمع ونصفه، لكانت ذات قيمة للجميع، فربما كانت هذه «الساعات المهدورة» والمقتطعة من حساب الأمهات العاملات لو وظفنها في سبيل أولادهن الرضع أو أولادهن الطلاب أو خدمة أسرهن، لكانت أنفع، لكن مع إصرار خبراء الاستراتيجيا الذين يريدون أن يقارنوا المرأة والأم الإماراتية العاملة بالمرأة الألمانية التي يمكنها أن تقود أي شاحنة على الطرقات العامة، نقول: إن الألمانية لن تتعب كثيراً إذا اشتكت إحدى خالاتها أو يمكنها أن تترك كل شيء في يدها لأن عمتها راقدة في المستشفى أو يمكنها أن تتحمل صابرة وساكتة قساوة بعض الأزواج وتعنتهم وعدم إنفاقهم على أسرهم كما ينفقون على ملذاتهم، هناك خصوصيات للناس وللمجتمعات، ومن يود أن يضع دراسة عن مجتمع، وكيف يعيش أفراده، وكيفية الاستفادة من طاقتهم القصوى في سبيل البناء والعمل، فعليه أن يعرفه من الداخل، ويعرف كيف تسير الأمور في عمقه، ولأننا مجتمع محدود الإنتاجية، وفي طور التطور، وهناك أمور كثيرة يتحتم علينا تصحيحها أو إعادتها لمسارها الطبيعي، نتيجة الطفرة النفطية وتغير نمط الحياة الاجتماعية، وتكوين مجتمع جديد ومختلط، فإن أموراً تنقصنا أو هي غير واضحة المعالم في مجتمع متبدل في التربية الوطنية والتنشئة الحضارية وغرس القيم النبيلة وتحديد الهوية، وهي أمور جلها يقع على عاتق الأمهات في مجتمعنا للأسف، في ظل تقاعس وتقصير وعدم مبالاة كثير من الرجال لتأدية دورهم الأسري والاجتماعي، وقصور من الإعلام الوطني، وتدني مخرجات التعليم عبر تاريخه غير الثابت ولا الواضح، لذا ساعدوا المرأة والأم العاملة على الأقل في مسعاها الاجتماعي، وهي غير الشاكية ولا الباكية، وامنحوها فرصاً تقويها ولا تضعفها، وأول هذه الفرص الوقت، خاصة إذا كان من الساعات«الضائعة والمهدورة والمعطلة»، وهو وقت ليس لها ولنفسها، بالرغم من أنها نصف المجتمع، بقدر ما هو لأسرتها ومجتمعها.
                           

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعات ضائعة من عمرها ساعات ضائعة من عمرها



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates