بقلم - ناصر الظاهري
- أهل العين هذا العيد قالوا: «هي خربانه.. خربانه» أو «ما دامها طَبّعانه، هَوّس على تريجها»، يعني لا العيد هو العيد، ولا الزيارات هي الأوليّة، ولا تنور الحارة لشوي عيد الأضحى مسموح، فاجتهدوا بالشوي في بيوتهم في زمن الكورونا، بعضهم «عق الوخايف» قبل العيد بيوم ويومين، وبعضهم وصى عليه من المطاعم، والبعض الآخر نسي الموضوع، وكأنه عيد الفطر، وقال مكسور الخاطر: «زين هالسنة كفونا العبُولَه».
- «بَنّدَه.. وشغّله مرة ثانية» هذه هي الوصفة السحرية في الإمارات، والعلاج الناجع لأي معضلة في الحياة يمكن أن تواجه الإنسان، بدءاً من السيارة إلى التلفزيون، في أحدهما عطب، ولا يشتغل كما ينبغي: «يا أخي بَنّده.. وشغّله»، صحة الإنسان في تدهور، لا.. لا ما فيك إلا العافية: «أرقد.. ونشّ، وأنت والخير رباعه»، تشعر أن كل المواطنين الكرام عائشون على الـ«ريستارت»!
- كلما زرت بلداً من البلدان الفقيرة، ذات الكثافة السكانية أيام السفر والفرجة والحياة الرحبة، أتذكر البعض من الناس الذين لا يروفون بالنعمة، ولا يذكرون ربهم إلا عند الزلق، فيا أيها المواطنون الكرام احمدوا ربكم، واشكروه على نعمه يزدكم، لأن الواحد منكم لو ولد في إندونيسيا وإلا في كمبوديا أو فيتنام مثلاً، وتشوف رب المنزل يشقى من الفجر إلى الليل، وعائش في الحياة من الهموم بضرس واحد، ويمكن أن تعد ضلوع قفصه الصدري، وتجده يسوق دراجته النارية الشعبية، ورادف الزوجة المصون وراءه، وراضف عياله إلا واحد قدّامه، وواحد متعلق في رقبته، وواحد لاصق في خاصرة أمه، وزحمة طرقات، وتلوث، وضجيج، ولغط ما يخوز صيفاً وشتاء، والواحد يكد بروبيات قليلة، والحرمة ما شيء برقع، وإلا حاطّه ماسك، وإلا لابسه ملابس تشبه ملابس الصلاة اللي يطونها حريمنا في السجادة، وما في نغيج على الشغالات من الصبح، والجميع يكافح من أجل البقاء.
- يعني مستحيل امرأة تروح مكاناً، ولا تقول لك: «حسبي الله عليك نسيتني حايه كنت أبغي أوديها لأمي أو لفلانة» طيب أنت نسيتي كعادتك، شو يخصني أنا تدعين عليّ، إلا إذا هي تحسبني في مقعد إبليس الاحتياط، وإذا تلطفت قالت: «يوه.. نسيت الشيء الفلاني، هذا كله منك»، تريد أن تفهم المسببات، والحيثيات التي بنت عليها فكرة النسيان وارتباطها بالزوج الذي انتظر تأخيرها لساعات، وكل مرة يذكّرها بأنها تأخرت على الناس، ترد: «زين عجلتني.. الله يعجل بيومك»!
* حاولت أن أعد كلمات السباب الموجهة للمرأة في «قاموسي المحلي»، فوجدتها أكثر من الموجهة للرجل بأضعاف مضاعفة، لكن ما تستعمله المرأة في يومها يفوق ما يستعمله الرجل، لكن الغريب أن سب الرجل لرجل آخر، دائماً ما تكون المرأة فيه هي الطرف، والطرف المقابل، بحيث يتسابان، وتكون المرأة هي كرة المضرب بينهما!