من أوجاع العربي

من أوجاع العربي

من أوجاع العربي

 صوت الإمارات -

من أوجاع العربي

بقلم : ناصر الظاهري

* المواطن العربي الذي تربى على الرقابة الخاطئة لم يستطع أن يخرج من ربقتها، وظل يمارس الرقابة بجهل على نفسه، وبيته، وما يدور في مجتمعه، فهو يمكن أن يرفع صوته إذا ما ظهرت مغنية تكشف عن ذراعها، ولا يرفعه مطالباً بزيادة حرية الفكر، وإعطاء مساحة أكبر لحقوق الإنسان، وحق المرأة في تولي المسؤوليات في المجتمع، مستعد لأن يجنّد القوافل السيّارة، لأن مصلحاً قال: فكروا.. ولا تكفروا، لكنه غير مستعد أن ينقد وينتقد شؤون بلده، وتقويم أداء الحكومة، مستعد أن يقاتل طواحين الهواء، مقابل أن يطبق الفضيلة بحكمه الأخلاقي ووفق معتقداته التي يحب، لكنه غير مستعد أن يهاجم الرذائل الحقيقية التي تهدد المجتمع، فمبدأ الفضيلة والرذيلة مرتبط في عقل العربي بالجنس فقط، أما الكذب وخيانة الأمانة والتسرب الوظيفي والمتاجرة بالأخلاق وممارسة النفاق والغيبة والنميمة والرشوة وزرع الخوف الوهمي في نفوس الصغار، وتعليمهم الخنوع والتحايل والطمع وسلب حقوق الآخرين، وعدم الزكاة، فهي رذائل تطهرها الصلاة، ويمحوها الاستغفار، وتجبّها العمرة والحج!
* تذكرت أحوال الجيران في الزمن الجميل حين يتحولون من مكان قديم إلى مكان جديد، لا الناس في المكان القديم يريدونك أن ترحل، وهم يودعونك بالدموع والدعاء والدعوات، فـ «رفجتهم» لا تتركك تشعل ناراً أو توقد قِدراً لأيام متوالية، ولا الناس في المكان الجديد يقصرون في استقبالك والمبالغة بالحفاوة التي يضفونها على أيامك الأولى، اليوم حين ينزل بك المصعد من شقتك حاملاً توابعك، تكتفي بنظرة الحارس إليك، وكأنه سيفتقد شخصاً ما، أحبه لكنه لم يعرفه، سيفتقد سيارتك التي كانت تقبع أمام العمارة دوماً، ويتولى تنظفيها يومياً، ليس من يودعك ويستقبلك في ترحالك وحلّك اليوم، إلا صديق بسيط عابر، سيظل يناديك بالأرباب منذ اليوم الأول، وحتى تقرر الانتقال من جديد أو ينهي عمله هو هكذا فجأة!

* لماذا يشكو العرب من الحَكَم والحُكم، ويحيدون عن الحكمة، ويعادون الحكيم، ويحبون أن يعارضوا الحكومة؟ في المقابل الغرب ميالون إلى الحكمة، مقدرون الحكيم، لا يشكون من الحَكَم، وقد يعارضون الحكومة، ولا يسعون إلى الحُكم، عند العرب إنْ مارسوا ديمقراطية ظهر التزوير، والأرقام المبالغ فيها، دائماً يشككون في النتائج، ويتهمون الخصم، ويعدون الحَكَم ظالماً ومتحيزاً، يؤمنون بنظرية المؤامرة، وسطوة الاستعمار، ودسائس اليهود، والحروب الصليبية المفترضة، والقوى الإمبريالية البغيضة، والرجعية الغبية، وأن الجميع يتربصون بهم الدوائر، بدءاً من الحروب المفصلية في تاريخهم، وانتهاء بهزيمتهم النكراء في مباراة كرة القدم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أوجاع العربي من أوجاع العربي



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates