لماذا كلما تقدمنا نتوحش

لماذا كلما تقدمنا.. نتوحش؟

لماذا كلما تقدمنا.. نتوحش؟

 صوت الإمارات -

لماذا كلما تقدمنا نتوحش

بقلم : ناصر الظاهري

حري بالإنسان كلما تقدمت به خطوات الحياة إلى الأمام أن يتصف بالهدوء، ويتميّز بالحكمة، ويبعد عن الشطط، ويترفع عن الظلم، ويتصالح مع النفس، ويقلّم كثيراً من حدة أظافره وطباعه، فلا يتوحش بقدر ما يتحضر، غير أن الملاحظ على الكثير منا، كلما أمعنا بالتوغل في الحياة، وأخذتنا نحو شطآنها المتباعدة، زدنا شراسة نحو أنفسنا، وضراوة تجاه الآخرين، ولا ندري أهي الحياة، وطبيعة الوقت من يزرع هذا فينا، أم أننا تحت وطأة وقع الحياة المادية التي تعجن القيم في طريقها، وتظهر وجهنا البشع أمام الآخرين، سؤال للنفس ومن أجل النفس،

ماذا تريد هذه الشفافة من الإنسان البسيط غير ظل بارد، وماء، وبناء يستر، ويجنبك الحاجة، بعدها تتساوى الأمور، فلا طعم للأشياء إن كانت هناك مرارة من حمى، ولا لذة للأشياء، ولا لون إن كانت عافية الجسد معتلة، وقطرة ماء بارد في صحراء العطش تساوي وزنها برميلاً مما يعدون ويحسبون ويكنزون.. فقط أتفكر في بعض الوجوه التي مرت من هنا، كيف كانت تقطر طيبة قبل سنوات، وكيف هي الآن؟ كيف قدرت أن تصبر على الأذى سنوات، وها هي تمجّه مرة واحدة، لم نبدل من حالنا، ولا تغيرت أحوالنا، فالذي نلقاه بالناس، ونستبشر به، ما زال هو، والبسمة تسبقنا وتسبق كرم اليد، هل كان علينا أن نتبدل مع المتحولين، ونتغير مع المتلونين؟ فلا ثبات في الحياة، ولو كان ثباتاً على الحق، وقيم الخير والجمال والعدل.

لماذا تلك الوجوه التي مرت من هنا، لم تصطبغ بالصحة ومعاني الإنسان، أو أخذت شيئاً جميلاً من هنا؟ لماذا علينا دائماً دفع ضريبة من يمكث هنا ومن مر من هنا ومن عاش هنا، وكأننا نصحح أبداً مسيرة الإنسان، وطبعه المختل، لنحافظ على توازننا، وعلى حياتنا التي نبتغي بعيداً عن الشرور والأذى، وأقرب لفعل الخير.

مرات كثيرة تقول: كانت العرب لا تأتي ذاك الفعل، لا هيبة ولا جسارة ولا جبناً، ولكن مخافة أن يتفشى الأذى، وقلة المعروف بين الناس، ويصبرون على الضر من أجل قيمة في المجتمع وبين الناس، فلا تختل، فقصة الأعرابي الذي قدم كل زاده، وما تحوي زوادته، وما في قربته من ماء لعابر سبيل، فأنقذه من هلاك الصحراء، لكن عابر السبيل بعد أن تبدلت حاله، وتغيرت أحواله أراد أن يسطو على فاعل الخير، ويفتك بجابر عثرات الكرام، ويسلب مغيث الملهوف، فترجاه العربي أن لا يفعل، لكي لا تسري في العرب قولة فعل خيراً، ولقي شراً، ولكي يظل الخير والمعروف والإحسان بين الناس ما دام الليل والنهار!

المصدر : الاتحاد

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا كلما تقدمنا نتوحش لماذا كلما تقدمنا نتوحش



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 صوت الإمارات - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates