طريق معشب بالمعرفة

طريق معشب بالمعرفة

طريق معشب بالمعرفة

 صوت الإمارات -

طريق معشب بالمعرفة

بقلم : ناصر الظاهري

من ذاك المحرض على فعل القراءة الأول؟ هل هي الأسئلة، أم حرقة المعرفة؟ هل هو الفرح، وتلك المتعة التي تتسرب للجوف من وهج الحرف، ونور الكلمات؟ هل هي رغبة في النفس لا تجعلك مثل أقرانك، يأخذهم اللعب واللهو لمداه؟ أم شيء مثل الهاتف يصرخ في أُذنك، ويقول لك، دون العالمين: اقرأ!
ظل ذلك التساؤل والهاجس يؤرقني، كما هو دائماً، حين طلب مني ملتقى الفجيرة الإعلامي أن أشارك بورقة حول الإعلام، وكيف يمكن أن يدفع الناس لمحبة القراءة، واقتراف «إثمها» إن كان لها ثمة إثم، والاقتراب من قبس نورها وإشعاعها، حتى تغدو مصدر سعادة، وعملاً يومياً لذيذاً، ووجعاً في الرأس إن أحجمت عنه، لكل واحد منا قصة مع فتح أول كتاب، والتعرف إلى تراتبية الحروف، وجمله المذهبة المهذبة، وقصة مع من كان يقف خلفنا يحضنا ويعضدنا ويدفع بنا نحو طريق المعرفة، ذلك الطريق الأخضر الذي علينا أن نشكر من دلّنا عليه، وقصة كيف سيتحول هذا الأمر مع الأيام والعمر إلى شغف سيقودنا ويقتادنا أو نتبع نحن ظله.
هل كان ذلك المذياع الكبير الرابض كرقدة أسد، والذي كان يسرب لنا أخباراً من «هنا لندن»، ومرات تلك الخطب السياسية النارية لـ «ناصر» الأمة، وفي المساءات يكون صوتاً قرآنياً يشبه صلاة شيخ عجوز يأتي به ترتيل «محمود خليل الحصري»، وفي غبشة الصبح يكون صوت فيروز الندي، يقرع شباك البيت الطيني، ويقول لك: صباح الخير.. والدنيا الحلوة؟ هل هو ذاك الرجل العدني الماكث عندنا قليلاً، والمسافر بكتبه وهواجسه والتزاماته الحمراء نحو الشمال البارد، بعد أن استودعنا شيئاً من زوادته، وَمِمَّا يحمل؟ هل كان مكب البريد القديم «البريستي»، والمستشفى القديم، وما يمكن أن تجد فيه من أوراق ملونة، وصور، ومجلات، ورسائل ضلت عناوين أصحابها؟ هل مكتبة القدس في العين في مكانها القديم أو مكتبة «الشرحبي» في أبوظبي حين كانت المدينة تفتح ذراعيها لكل شيء؟ هل أرصفة الكتب في المدن الكثيرة؟ وشوارع ودكاكين الورّاقين، وحوانيت العطّارين؟ هل هم مدرسو اللغة العربية والتاريخ والفنون، ووصاياهم العشر؟ هل هو الطفل المغامر باتجاه الحب والحياة؟ هل دور السينما وما كانت تبثه من أحلام، والتي كنت تضرب على دخولها في الطابور الصباحي، رغم نجابة التلميذ؟ هل هو المسجد، وما كان يباع تحت جداره كل جمعة؟ لا أدري.. ولكن شكراً لكل من دلّني على ذلك الطريق الأخضر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق معشب بالمعرفة طريق معشب بالمعرفة



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates