بقلم - ناصر الظاهري
- لعل من أصعب الأمور على النفس، وأكثرها ثقلاً أن تعزي أباً في فقد ابنه، ساعتها الكلمات يخالطها الدمع السخين، قد تكون حبيسة الصدر، لكن لظاها حارق، وحدهم المؤمنون الصابرون من يقدرون أن يتحملوا تلك اللحظة الثقيلة كرصاص منصهر يذوب على القلب، الولد هو الولد، يبقى هو ماء العين، وهو الذي يفطر القلب، وقد فجعت الإمارات في وفاة أحد أبنائها، وهو في ريعان شبابه، غير أنها الحياة التي لها نواميسها، فلا ندري من نودع ومتى؟ ومن نستقبل ومتى؟ خالص التعازي وأصدقها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في وفاة نجله خالد، حامل اسم عمه المغفور له خالد بن سلطان الذي كان من الرواد المؤسسين بدوره الفاعل والواعي في قيام الاتحاد مع المرحومين الشيخ زايد، والشيخ راشد- طيّب الله ثراهما- هو عزاء واجب لرجل خيّر، وطيب، وأفضاله ومكرماته على الجميع، ويقود الشارقة بوعي وثقافة وتبصر عميق حتى جعل منها أيقونة بين المدن، وإن كان حال الشارقة الابتسامة حينما تدخلها، فهي اليوم تذرف دمعاً على فقيدها الغالي.. فاللهم اجعلها آخر أحزانه، وفي ثقل ميزان حسناته، فمن مثله وبمثله تعلمنا الصبر. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
- لا يمكن للجغرافيا أن تفصل الإنسان عن إنسانيته، ولا يمكن لإنسان يتمتع بعقل مفكر، وبحس مدبر، ويشعر بكونية الآخر أن نؤثر عليه بالدعاية والأيديولوجيا والبروباغندا، الإنسان النبيل دائماً ما يتبع منطق العقل ونبض الحس، فهما دليله لفعل الخير، وجلب السعادة له وللآخرين، لا يهم ديانته ومعتقده في هذه المسألة، بل كثيراً ما حال المعتقد والدين والتطرف القومي والطائفي دون تحقيق الأهداف الإنسانية، لأنها غشاوة على البصر والبصيرة.
ولنا نماذج عالمية نراها في أماكن كثيرة، تهب ما تجمعه لخير الإنسان وتطوره على هذه الحياة، وفي كل ركن صغير من هذا العالم يوجد فاعل خير، بغض النظر عن جنسه أو جنسيته أو دينه، ومثلما فاعل الخير موجود ومأجور، فهناك الدال عليه له مثل حسناته، لا ينقص ذلك من أجر الآخر شيئاً.
وهنا قصص جميلة، وقد تتكرر في أماكن كثيرة، وبأشخاص مختلفين، ولو عددنا أسماء هؤلاء النبلاء في العالم فسيتعبنا العد، بالرغم أنهم ظاهرون ومستترون، وهم الأغلب، ففعل الخير وإدخال السعادة ومحاربة الشر في الحياة لابد وأن نعلن عنه، ولا نتركه في الخفاء بغية إشاعة الخير في الناس، وتقويتهم على دحر الظلم والشر عن المستضعفين، وترك مكان في النفوس للقدوة الحسنة»!